المحررة: زينب إبراهيم
ضيفتي لهذا اليوم من الاهتمام بالقضايا الاجتماعية وتكوين فكرة عن المشكلة وحلها مع الإضافة الدرامية وخيالي ككاتبة لتوصيل الفكرة بأكثر من زاوية نشأت بنات أفكارها صفاء فوزي النزهي ذات السابعة وأربعين سنة من محافظة كفر الشيخ متحصلة على بكالوريوس علوم وتربية بجانب هوايتها القراءة والكتابة.
منذ كانت في عمر ١٢سنة وهوايتها القراءة وعشقها لها جعلها تبدأ الكتابة بمخيلة واسعة فتكتب كل ما يجول بخاطرها، بدأت بالخواطر ثم انطلقت للقصة القصيرة جدًا ثم القصة وتوسعت مخيلتها وزادت فكتبت الرواية.
بنات أفكارها جاءت من الاهتمام بالقضايا الاجتماعية وتكوين فكرة عن المشكلة وحلها مع الإضافة الدرامية وخيالها ككاتبة لتوصيل الفكرة بأكثر من زاوية، بجانب قراءة الشعر والتأمل في جمال خلق الله، السماء والنيل والحدائق.
الداعم لها في مسيرتها حتى الآن صديقاتها الأوفياء، ودكتور محمد وجيه صاحب دار ديوان العرب.
“الطهو لغة الحب”
عبارة نخرت ذاكرتي وأبحرت معها في ذكريات الماضي، رأيت بيتنا القديم ومطبخ أمي، رائحة طعامها تملأ الأرجاء، هناك حيث يحلو الحديث معها ومراقبة الأواني على الموقد، شرائح الثوم والبصل وهي تتلألأ وترقص بين قطرات السمن البلدي، (طشة) الملوخية تزغرد فرحا، تتطاير نغماتها لتعزف على أوتار شهيتنا؛ فنشعر بالجوع، نجلس حول (طبلية) مستديرة من الخشب العتيق، توزع أمي نصيب كل فرد منا، تعطي لأبي نصيبا أوفر لكنه يعترض ويصر على أن يمنحنا الكثير منه، وتكتفي هي بأقل القليل، تربت بحنان على كتفي، تمنحنى قبلاتها، مرددة: “كُلي أنتِ هفتانة” فيمتلئ قلبي قبل معدتي حبا ودفئا، عطاءً سخيًا امتد للجيران والأهل فما من أحد إلا وتذوق الطعام من يدها الكريمة؛ فأدمنه وتعلق بقلبها الطيب، صغار العائلة وأطفال الجيران يجدون بيتنا جنة وطعامها لذة، سعادة ترفرف على أبواب مطبخ يتسع للجميع وفرن موقد دائما لمن يريد الطهو بلا مقابل، بابتسامة ثغر لا تفارقها تقدم أمي -رحمها الله- الطعام في أطباق من الحب.
گ/ صفاء فوزي
وبخصوص عملها الذي تتقدم به لهذا العام في معرض الكتاب لهذا مازال العمل مستمر على الرواية، دعواتنا لها أن تكمله. قبل المعرض.
لم تكن هذه أول مرة لصفاء في معرض الكتاب الدولي إنمت شاركت من قبل ب ٧ معارض، منذ ٢٠١٨.
صدر لها عدة كتب ورقية منفردة هي على الترتيب:
ـ رواية الوفاء في زمن -الخيانة
-مجموعة قصص غربة روح -خواطر ثلج مشوي
-رواية الهودو
-رواية آه واحدة لا تكفي -رواية سجن البتّار
-صدر لي عدة أعمال مشتركة هي:
-كتاب رحلة في قطار الأمل -كتاب رسائلهن
-كتاب مبدعات في دائرة الضوء
– كتاب قطرات منثورة
ـ كتاب رحلة التكوين في حياة المبدعين
– كتاب أريج غزة.
أضافت أن نظرتها له أن معرض الكتاب عيد القاريء والكاتب، فرحة كبيرة بإنجاز كتاب يحمل اسمك وفكرك، وفرحة أكبر عند مشاهدة القراء يقتنوا كتابك.
حدثتنا عن تجربة الكتاب المجمع، كان لها تأثير إيجابي حيث كانت أول تجربة لها في النشر وتعرفت من خلالها على دور النشر والكتاب.
اخترت مجال الكتابة خاصة من مجالات الأدب حيث صرحت قائلة: الكتابة كانت متنفس وعلاج لألام كثيرة
نكتب كي لا نسقط في قوقعة أحزاننا، ونستسلم لاكتئاب ويأس يدمي قلوبنا ويحطمنا، نكتب لنملأ فراغ أوقاتنا، وخواء قلوبنا وأرواحنا، كي لا نفكر في أي شيء كان أو سيكون. نكتب لأننا لم نجد أحدا يسمعنا وإن سمعنا فلن يفهمنا، نكتب لأن الأوراق هي رفيقتنا بعد أن خذلنا الجميع، فبعد خيبتنا الأولى توقفنا عن الثقة في الجميع؛ هربنا وانعزلنا مع حنين وذكريات كادت تقتلنا؛ بكينا وتألمنا فكتبت أقلامنا ما تمليه عليها قلوبنا، فلولا الكتابة لفقدنا عقولنا وغرقنا في بئر الجنون، فتلك الأوراق حملت دموعا، حنينا، ونيران شوق وألم، تلك الأوراق كانت رفيقة سنوات عجاف.
النقد بشكل عام سواء إيجابي أو سلبي بالنسبة لصفاء مدرسة للتعلم وإفادة للكاتب لاكتساب خبرة أو معلومة ومعرفة نقاط القوة والضعف للتطوير من نفسه.
وهذا يعتمد على الأسلوب والطريقة الذي يقدم بها النقد بالإضافة لمن ينتقد ومدى خبرته بالأدب.
ترى أن النقد أسلوب راقي وليس ساحة حرب.
تعودت صفاء على الكتابة في الحدائق وعلى شاطيء النيل فترة كبيرة وكانت تعاني من ذلك حتى تغيرت هذه العادة تدريجيًا، الآن تعاني من أمر آخر اعتادت الكتابة على الموبيل ولم تعد تستطيع الكتابة على الورق أو الكمبيوتر.
تطمح إلى أن تكون كاتبة بارزة تُثري الأدب بأسلوب مميز يحمل بصمتها الخاصة وتسعى إلى تطوير مهاراتها اللغوية والإبداعية، سواء من خلال القراءة المكثفة أو الممارسة المستمرة للكتابة.
بالإضافة إلى ذلك، لديها شغف بتحقيق التوازن بين عملها كمعلمة وطموحاتي الأدبية تتمنى أن يكون مستقبلها مليئًا بالإبداع والإنجازات مع إصدارات أدبية تُخلّد اسمها وتلامس قلوب القرّاء.
نصيحتها لكل كاتب شاب يريد نشر كتابه: اكتساب لغة وافرة من القراءة والمطالعة للكثير من الكتب قبل الكتابة، الاهتمام باللغة، الاهتمام بالفكرة وكيفية توصيلها إلى القاريء، عدم التأزم إن لم يحالفه الحظ بالنشر الورقي لوجود بدائل النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
ترى أن رواية ” سجن البتّار” هي الأفضل بين أعمالها الأدبية.
رأي صفاء الخاص في تلك المقولة ” السبيل دائمًا وعر، لكنه يحتاج الصبر والمثابرة؛ حتى نصل لنهايته”.
المقولة تعبر عن حقيقة واقعية؛ فالسعي وراء الأحلام غالبًا ما يكون مليئًا بالتحديات والعقبات، لكنه يتطلب صبرًا وشجاعة للاستمرار. الطريق الوعر ليس علامة على فشل الهدف، بل دليل على قيمته. كل عثرة فيه هي فرصة للتعلم والنمو.
رسالة صفاء لكل من يبدأ طريق أحلامه، لكنه يخشاه:
“الخوف طبيعي، لكنه لا يجب أن يوقفك. الأحلام العظيمة تستحق المغامرة، حتى إن كان الطريق صعب اجعل من كل تحدٍّ خطوة نحو الأمام، ومن كل سقوط درسًا جديدًا. لا تنتظر المثالية، فقط ابدأ، واعلم أن الصبر والمثابرة هما مفاتيح الوصول. تذكّر دائمًا أن اللحظات الصعبة تُصقل روحك لتصبح قويًا بما يكفي لتستحق حلمك.
رؤيتها لمن يستغل الكُتّاب لأجل المصالح الشخصية هو أمر مؤسف للغاية، لأنه يعكس عدم تقدير للجهد الإبداعي الذي يبذله الكاتب. الكتابة ليست مجرد كلمات على ورق؛ إنها تعبير عن أفكار، مشاعر، وتجارب تتطلب وقتًا، طاقة، وإبداعًا. عندما يتم استغلال الكاتب، يُساء استخدام هذه القيم ويتحول الإبداع إلى وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب العمل الجاد.
رأيها أن مثل هذه السلوكيات تضرّ بالنظام الأدبي ككل، حيث تُضعف ثقة الكُتّاب في التعاونات وتحد من حماسهم للإنتاج الإبداعي. لذا، من المهم للكتّاب أن يدركوا قيمتهم، وألا يسمحوا لأحد باستغلالهم.
الحقوق الفكرية والمالية للكتّاب يجب أن تُحترم، وأي تعاملات يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والمصداقية.
الكتابة لها هي الحياة؛ لأنها تلتقط نبضها بكل ما تحمله من جمال ومعاناة، أمل ويأس، بدايات ونهايات. هي المرآة التي تعكس أعماق الروح، والسلاح الذي نواجه به عثرات الأيام. بالكتابة، نُعيد صياغة العالم كما نراه أو كما نتمنى أن يكون، وننقش قصصنا على جدران الزمن لتبقى شاهدة على وجودنا.
الكتابة هي أنفاسنا حين يعجز الكلام، وهي ملاذنا حين تضيق بنا الحياة. إنها الحياة لأنها تمنحنا القدرة على خلق واقع جديد، والعيش فيه كما نريد.
شاركتنا محتوى كتاب من كتبها المميزة وكان رواية “سجن البتار ”
للكاتبة: صفاء فوزي
اقتباس:
اقتباس من الرواية
يبدي إعجابه بجمالها المختبئ خلف ملابسها البسيطة وحجابها، لكن الخجل يكسو وجهها البريء بحمرة طبيعية ساحرة ورجفة جسدها تشعره بالانتصار في معركة خاضتها بعنادها معه لكنها خسرت لضعفها؛ وفاز هو بسلطته ونفوذه، واستغلاله لضعفها ومرض والدتها، يضمها إليه مخبرًا إياها بأنه ليس بهذا السوء فلا تخف! بينما هي لا تراه إلا ذئبًا مفترسًا، وهي لا حول لها ولا قوة إلا الاستسلام لمخالبه وتمزيقه لما تبقى منها؛ فهي بين ذراعيه دمية يحركها بلا روح أو قلب.
https://www.facebook.com/omar.toliea?mibextid=ZbWKwL
حينما تأخذ وقتًا بعيدًا عن الكتابة والأدب، تشعر وكأنها انفصلت عن جزء أساسي من نفسها. يكون هناك شعور بالغربة أو الحنين إلى تلك المساحة التي كنت تجد فيها صوتها وأفكارها ومع ذلك، الابتعاد أحيانًا يمنحنا منظورًا جديدًا، فقد نعود بحماس أكبر، وأفكار أكثر نضجًا ووضوحًا.
أما الشعور عند العودة، فهو مزيج من التردد والبهجة. ربما تكون البداية صعبة، كأنك تحاول إعادة تشغيل آلة كانت متوقفة، لكن بمجرد أن تبدأ الأفكار في التدفق، نشعر بالانتماء والراحة وكأنك عُدت إلى بيتك الأول.
العودة إلى الكتابة دائمًا تحمل شعورًا بالتجدد، وكأنك تُعيد اكتشاف جزءًا من روحك.
ما هي العبارة التي ترى أنها تستحق أن تكون شعار كلاً منا؟
“اصنع لنفسك طريقًا، حتى لو لم تجد الطريق.” كانت هذه العبارة أو المقولة التي ترها صفاء تستحق أن نتخذها شعار في حياتنا.
ختمت المبدعة صفاء حوارنا بقولها عنه أنه حوارنا اليوم كان مليئًا بالعمق والإلهام، وشعرت أنه ليس مجرد تبادل للأفكار، بل رحلة مشتركة نحو فهم أعمق للكتابة والحياة. أسئلتكِ تعكس روحًا مبدعة وطموحة، وتفتح آفاقًا للتفكير والتأمل.
حيث قالت أيضًا عن مجلتنا الغانية أنها مجلة “إيفرست الأدبية” تعدّ منصة أدبية رائدة تدعم الأدباء والشعراء، خاصة الموهوبين والشباب. تقدم المجلة فرصًا للتعبير عن الإبداع من خلال حوارات مع الكتاب، تغطيات للأحداث الثقافية، مسابقات أدبية، ونشر أعمال أدبية متنوعة. تهدف إلى تعزيز الأدب العربي والاحتفاء بالمواهب المتميزة عبر تسليط الضوء على إبداعاتهم ونشرها لجمهور واسع.
من أبرز مميزاتها أنها تتيح للأدباء الشباب مساحة للنقاش وتبادل الآراء، كما أنها تسعى لدعم الثقافة الأدبية من خلال توفير مسابقات مثل “لقب القمة” لتشجيع المواهب الأدبية وإبرازها. إضافةً إلى ذلك، يتميز محتواها بالتنوع حيث تشمل المقالات، الحوارات، والمواد الأدبية الأخرى التي تسهم في تعزيز الإبداع والتفاعل بين الكتّاب.
بدورنا نتمنى لها التوفيق والنجاح فيما هو قادم ونرى لها أعمالاً رائعة كروعة قلمها نترككم مع مبدعتنا لهذا اليوم ولكم ولها مني ومن مجلتنا المتميزة أرقى تحية وأمنية بتحقيق ما تطمح إليه وفي انتظار عملها المميز لهذا العام في معرض الكتاب الدولي وسائر المبدعين في كل مكان.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية