الطاهر عبد المحسن
في المساء، وبينما كنت أتأمل السماء المليئة بالنجوم، عادت ذاكرتي إلى أول لقاء بيننا. كانت تلك اللحظة أشبه بحلم تجلى في الواقع. لم يكن جمالها وحده ما خطف قلبي، بل تلك الروح المفعمة بالحياة، والطريقة التي كانت ترى بها العالم، وكأنها تحمل في عينيها وعداً بالسعادة لكل من يقترب منها.
في ذلك الوقت، لم أكن أعلم أن وجودها سيغير حياتي للأبد. كنت أبحث عن السعادة في أشياء كثيرة، لكنني وجدتها فقط عندما أصبحت جزءاً من حياتها.
في هذا الجزء من رحلتنا، علمتني أن السعادة ليست في امتلاك الأشياء، بل في التشارك، في لحظاتنا البسيطة التي نضحك فيها على أمور تافهة، وفي نظراتنا الصامتة التي تحمل آلاف الكلمات.
كانت تقول لي دائماً:
“لا تدع الأيام تمر دون أن تكون ممتناً، فكل لحظة معنا هي هدية.”
ومع كل يوم جديد، كنت أكتشف أن وجودها بجانبي ليس مجرد نعمة، بل هو سر الحياة بأكملها. لقد أهدتني عالماً مليئاً بالألوان بعدما كنت أعيش في رمادية الواقع.
الآن، عندما أفكر بها، أفهم أن الحب الحقيقي لا يتعلق بالكمال، بل يتعلق بالقدرة على احتواء النقص، والتطلع معاً نحو غدٍ أجمل.
هي سر سعادتي، وستظل
المزيد من الأخبار
وتفاقمت المسافات
سر الزهرة، وغذاء الروح
وتفاقمت المسافات