كتبت مريم ناجي
على حافة الإدراك، يتسلل الفراغ كصمتٍ مصلوبٍ في عتمة لا يشي بشيء، تكسن المرآة ظلًا غريبًا، كأنها تنسج صورًا من أرواح لا تراها العيون، ذلك الوجه أهو وجه، أم بقايا ملامح تكسرت تحت وطأة الحيرة؟ والقناع بين الأصابع، جامدٌ كقدرٍ لا يتحرك، لكنه ينبض بشيء لا يُدرك، الأشياء هنا لا تشبه نفسها، كلٌّ منها يروي سرا يخفيه الآخر، الحبل المدود ليس حبلًا، بل خطٌ بين النسيان واليقين، بين ما هو كائن وما لن يكون، وفي تلك اللحظة العابرة، بدا الزمن كأنه ينهار على أطراف الصدى، لا صوت، لا ضجيج، فقط فراغٌ يزحف كدخانٍ يلتف حول الروح، تتشابك الأسئلة في الأعماق، لا إجابة تظهر، ولا السكوت يريح، هل أنا المتشكل في انعكاسٍ لا يشبهني، أم أن المرآة هي الحقيقة الوحيدة؟ تتداخل الوجوه، تختلط المعاني، وتظل الحقيقة محجوبة خلف ستارٍ لم أجرؤ على رفعه، الضوء الخافت يغادر ببطء، والظلال تتمدد كأنها تسعى لابتلاع البقية، وفي عمق الصمت، يهمس شيءٌ ما، صوتٌ بلا هوية، يردد كلمات لا تفهم
“لن ترى ما تبحث عنه، لأنك أنت ما لا يُرى”
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام