وَا أَسَفَاهْ

Img 20241206 Wa0026

 

مُحَمَّدُ جَمَالٍ

فَقُلْتُ لَهَا : مَا هَذَا التَّطَوُّرُ أَيَّتُهَا اللُّؤْلُؤَةُ الْمَصُونَةُ ؟ فَقَالَتْ لِي : أَلَمْ تَنْظُرْ حَوْلَكِ فَتَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ قُلْتُ : مَا أَنْتُمْ فِيهِ إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَبُعْدٌ عَنْ الدِّينِ . فَقَالَتْ لِي : مَنْ قَالَ لَكَ أَنَّنَا بَعِيدُونَ عَنْ الدِّينِ ؟ نَحْنُ مُسْلِمُونَ وَعَلَى شَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » . فَقُلْتُ لَهَا : مَاذَا تَعْرِفِينَ عَنْ الدِّينِ ؟ صَمَتَتْ قَلِيلًا ، ثُمَّ خَجِلَتْ مِنِّي وَتَرَكَتْنِي ، وَكَأَنَّ السُّؤَالَ ضَرَبَ قَلْبَهَا ، وَأَدْرَكَتْ مِنْ دَاخِلِهَا أَنَّهَا مُقَصِّرَةٌ . وَعَلَيْنَا أَنْ نَتَوَقَّفَ وَلَوْ لِلَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَنَنْظُرَ إِلَى حَالِ هَؤُلَاءِ الْفَتَيَاتِ الْمُسْلِمَاتِ ، وَنُحَاوِلَ أَنْ نَصِلَ لَهُنَّ بِصُورَةٍ مِنْ الدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ ، فَهُنَّ فِي حَالَةِ ضَيَاعٍ كَبِيرَةٍ . فَيَضِيعُونَ ، وَتَتَشَتَّتُ عُقُولُهُمْ بِمَا يَرَوْنَهُ فِي هَذَا الزَّمَانِ مِنْ الْبِدَعِ وَالْمُنْكَرَاتِ ، وَالتَّحْرِيفِ الْكَبِيرِ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْمَسَائِلِ . يُرِيدُونَ مَنْ يَنْصَحُهُمْ . هَذِهِ هِيَ مَسْؤُولِيَّتُنَا جَمِيعًا . وَعَلَيْنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى الدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ كَمَا حَافَظَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ الْأَوَّلُونَ وَالتَّابِعُونَ الْكِرَامُ ، وَلَا نَتَهَاوَنُ فَنَهْلَكُ وَتَتَدَافَعُ عَلَيْنَا الْأُمَمُ .

عن المؤلف