كتبت: زينب إبراهيم
هو الذي يتفهمك قبل أن يحبك وإن أثقلتِ ذات يومًا في مزاحك ترينه يعلم مقصدك قبل أن تعتذري له، فهناك من يقول: السنة الأولى من الزواج هي أرهق سنوات الحياة بين الزوجين؛ لأنها مرحلة استيعاب طباع الاثنين لبعضهما البعض، فلذلك عليكِ انتقاء من يتحملك في شتى مراحلك المزاجية التي تمرين بها والذي ترينه لا ينطفئ بريق الحب بعدما ينتهي الانبهار لديه؛ حتى في حين المشاحنات الخفيفة منها والعكس لا يضخم المعضلة، بل يحاول أن يجعلها أدنى بكثير مما يؤدي إلى انتهائها قبل تدخل العائلة بها وفي تلك اللحظة حقًا قد تكبر قبل أن تحاولون التحكم بها؛ لأن شريك الحياة ليس اسمًا فحسب يطلق على زوجك، فهو من يحيا معكِ طوال حياتك كمن يحكم عليه بالسجن المؤبد إنها مزحة؛ لكن المدة الفعلية التي يعيشها الزوجين تتعدى تلك الفترة بغدق، فإن الرجل الصالح الذي تختارينه لأولادك اليوم لا تندمين على قرارك بعد غد أو تنظرين لهم في المستقبل وهم يتهامسون بقول: يا ليت أمي انتقت لذاتها ولنا رجلاً غيره وغيرها من الجمل التي لا تريق لمسمعك البتة؛ لذلك شريكك يتوجب عليه أن يكون حنون مع الاطفال، رومانسي معك لا تصل لدرجة الأفلام كما نراها جمة للغاية، في الشدة على أطفاله لينًا أيضًا بأن يعلمهم أخطائهم دون الحاجة للقسوة الزائدة، يكتفي بك عن باقي نساء العالم، لا ترى عينه غيرك؛ حتى إن رأى الحسناء تسير أمامه عميت عينيه عنها، فأنتِ تملكت فؤاده وعينيه ملأت بكِ؛ حتى رومانسي معسول الكلمات والتعامل بمودة والرحمة التي أخبرنا عنها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العزيز؛ لأن الخيانة تأتي من باب الرجال أولاً بعدم الوفاء لزوجاتهم، لا يحملك فوق طاقتك أو يجور عليكِ في كل شيء؛ لأن الرجولة ليست بالصوت الجهوري وأن يمد يداه على رفيقة دربه وعمره، فإن أشباه الرجال من يتعاملون بتلك الطريقة ويعرفون كيفية الرد على تلك الجملة ” جميع الرجال يضربن زوجاتهم” أرأيت يومًا او سمعت عن خير خلق الله سيدنا محمد صلّى اللّٰه عليه وسلم فعل ذلك أم وصاكم بهن وقال ” رفقًا بالقوارير” صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول اللّٰه، فهو لم يوصي أن تبرحهن ضربًا تحت بند أنك تعلمها الأدب هل هي تحتاج لذلك؟
فإن شريك الحياة الذي يتشارك مع زوجته أحزانها قبل أفراحها ويرى طموحاتها أحلامه ويحققها؛ لأنه الذي يطبق نهج المصطفى مع زوجاته، بأن يراعي اللّٰه فيهن ولا يحطم خاطرهن بكلمة أو فعل، بأن يبصر تعبها في أمور المنزل وتربيتها لأولادها شيء قيم يستحق التقدير، بأن يكون العطوف عليها حين مرضها ولا يشعرها أنها جارية أو ما شابه بالنسبة له عليها فعل ما يملى عليها وإن كانت مرضية أو لا تستطيع، بأن يكون لها الرفيق عندما تحزن تجد من تشكو إليه ويزيح من على عاتقها الثقل، بأن يذكرها بأفضل الصفات أمام الآخرين وبينهما لا يعنفها لأتهف الأسباب يجعلها تشعر كأنها ارتكبت جريمة تستحق العقاب عليها….. إلخ من الصفات الحسنة التي يتصف بها شريك حياتك؛ لكني لا أقول أن يكون ملاك ذو جناحين يسير على الأرض، فإننا بشر ونخطئ في بعض الأحيان ونتحلى بمميزات وعكسها؛ لكن ما أعيه في اختيار رفيق العمر، أن يكون صالح تباهين به أهل السماوات والأرض قد رزقك الله زوجًا يكون جدير بكونه رفيقك في الدنيا وبالآخرة؛ لأننا نرى في الحياة أناس يتخذون من حياتهم سخرية أو فكاهة يضحكون عليها، وهم لا يعلمون أن هؤلاء الأشخاص الذين يتحدثون عنهم هكذا سيرافقونهم في الحياة الآخرة ويكونون معهم إلى الأبد بدون تراجع أو تغيير.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام