كتبت:الإعلامية سبأ الحوري.
في حضرة الأب، تتلاشى الكلمات وتختفي الحروف خجلًا، فهو ليس مجرد رجل، بل هو سند الزمن وأمان الروح. هو القوة التي تتجلى في اللحظات الصعبة، والأمان الذي يُحاكي القلب في لحظات الانكسار. الأب هو تلك الشجرة التي تستظل تحتها مهما اشتدت حرارة الأيام، وهو النهر العذب الذي لا يجف، ينضح عطاءً وحبًا لا ينتهي. كيف للقلب أن يسكن والدهر يمر، والأب هو السد الذي يحجب عواصف الدهر وغدر الليالي؟
يا من حملتنا على أكتاف الصبر، وزرعت في دروبنا الحكمة والنور، لا يعرف الكون شبيهًا بك. كنتَ النور في الظلام، والموجة التي تحملنا إلى بر الأمان حين تتلاطم أمواج الحياة. كيف أشكرك، وأنت الجبل الذي لا تهزه ريح، والنسر الذي يعلو فوق سماء الصعاب؟
يا أبي، يا ملاذ الروح وقلب الحياة:
منك ابتدأ النهار واستقرت الشمس في السماء،
كنتَ الدفء في ليل الشتاء،
سيفك العدالةُ ودرعك الرضا،
لا يعلو على قوتك نجم ولا بريق في المدى.
أنت الذي لا ينحني للأيام،
وقلبك من الصخر لا يعرف الآلام،
أنت العماد وأنت القدر،
حكمتك تسير على دروب العمر وتغمره بالأثر.
لك المجد في صمتك، والحكمة في صوتك،
وعيوننا تراكَ ملكًا في ثوب الأبوة،
منك تعلّمنا أن العزيمة صلب لا ينكسر،
وأن الحياة بين يديك هي الحلم المنتظر
لك التاج يا أبي، تلبسه عزةً وكرامة،
وإليك تنحني الجبال هيبةً واحترامًا.
أنت الكوكب الذي يُنير ليلي،
والمطر الذي يُروي عطش أيامي.
في صمتك، تجد الحكمة موطنها،
وفي نظرتك، تشرق الشمس بألوانها.
يا من علمتني كيف أكون،
وكيف أواجه الحياة وأنا مطمئنٌ مطعون.
حين تهتز الأرض تحت أقدامي،
أجد في وجودك الثبات والسلام في أيامي.
يا أبي، يا نبضًا في صدري لا ينتهي،
أنت الأصل والمجد، والقوة التي لا تنحني.
المزيد من الأخبار
محرقة
نار بلا وقود
الحب والتضحية