حوار: ياسمين رضا
الحفاظ على الشغف طوال الوقت من المهام الصعبة على الجميع، ولكن الحفاظ عليه تجاه ما نحب دائمًا يربح ويكون في المقدمة وكذلك كانت موهبتنا.
مايسة محمد عثمان، تبلغ من العمر سبع وثلاثين عامًا، تنشأ في عروس البحر المتوسط محافظة الإسكندرية، تخرجت من معهد السياحة والفنادق.
قالت بأنها بدأت الكتابة في مرحلتها الإعدادية، ومنذ ذلك الوقت وهي تحاول تطوير موهبتها وتعلُّم الكثير عن أسرار ومفاهيم اللغة العربية، رغم أنها كانت دومًا ترسب في إنشاء موضوع تعبيري حين يطلب منها خلال دراستها.
أبدت رأيها في حق الكتابة هي موهبة أم مهارة مكتسبة فقالت؛ أنّ الكتابة في الأساس موهبة يهبها الله للإنسان، لكن كل شيء يحتاج دومًا إلى عناية وتطوير، وأكثر ما تقوم هي به لتنمية موهبتها هو الإطلاع ودراسة جميع الفنون الأدبية، من خلال ورش الكتابة الأدبية فلها أسس وشروط لا يمكن تخطيها.
لكل شيء في الكون معايير، ومعايير الكاتب الحقيقي هو الرقي بالفكر الإنساني والمساهمة إيجابيًا بالتأثير الجيد على القاريء بفكره وقلمه، وكان هذا قولها حول سؤال مَن هو الكاتب الحقيقي بالنسبة لها.
أمّا متى يمكننا أن نُطلق على الكاتب هذا اللقب فقالت، حين يمتكلك صوتًا أصيلًا، نقاط قوة فردية لا يمكن لأحد نسخها أو تقليدها، وفهم جيد لنقاط الضعف وإستخدام الملاحظات لتحسينها.
صرحت بأنّ الكاتب قاريء قبل أن يكون كاتب فهو ينتقل من القراءة إلى الكتابة ومن ثَمّ إلى القراءة مرةً أخرى تبعًا لقول ( أنيس منصور)
(وانتقلت من القراءة إلى الكتابة إلى القراءة، وأصبحتُ أعيش ما أقرأ وأعيش ما أكتب، وفي مهب عواصف الزمن أقمتُ لنفسي كوخًة من الورق المطبوه.)
فلغة الضاد تجعلك دائم الشغف بكل ما يُقرأ منها وما يُكتب عنها، وما تعبر به من خلالها.
تتخذ من الصبر والتروي وسيلة للوصول إلى كل شيء، وجعلته مقياسًا حتى للرد على النقد الموجه لكل شخص، فقالت لا بد من التروي قبل الرد على النقد، وتمييز النقد البنّاء من المدمر، والتعامل بحكمة والتصرف بُناءً على النقد الموجه.
لم تسنح لها الفرصة بعد لنشر كتاب فردي خاص بها، ولكن تاريخها لم يخلُ من الإنجازات، فقد شاركت في بعض الكتب المجمعة مع كوكبة من المبدعين ومنها:
كتاب ( ششششش) مجموعة مبدعين من إصدارات دار ( الملتقى للنشر والتوزيع)، وكتاب أخر بعنوان ( روجيندا) من إصدارات (دار إيلاف) بالتعاون مع دار ( نبض القمة).
واجهت الصعوبات بالدعم، فكان مشجعها الأول هو رفيق لها بمثابة وطن، وكان كثيرًا مل يراودها شعور الإحباط وفقدان الشغف، حتى أنها كانت تود يومًا كسر أقلامها، والهروب من عالم الأحرف الذي على الدوام يُغريها، لكنه ملجأها الوحيد، مَسكنها وعنوانها، ورفيقها في الحياة، فإن فقدت الشغف تجاه كل الأشياء؛ يبقى شغفها للكتابة متدفقًا، ولكل كاتب لحظة إنغلاق عليه تخطيها وتجاوزها بمنح ذاته الوقت الكافي للتعافي من الأزمات، وعدم التخلي عن الأشياء التي تمنحه نكهة للحياة بسهولة؛ فليقاوم.
كُتب ضمن إنجازاتها اجتيازها لورشة مقالات بإمتياز، وورشة أخرى خاصة بكتابة الخواطر، والحصول على عدة شهادات بمراكز أولى في مسابقات أدبية عدة تخص بعض دور النشر.
السعي للهدف سبب من أسباب الحياة، فهي تسعى لتحقيق أحلامها، فإن أحلامها المشروعة زهورًا ربيعيه، تتفتح في مواقيتها، فهي تسعى سائلة التوفيق من الله عز وجل، بأن يأتي يومًا يُنشر فيه أول كتاب لها يحمل اسمها منفردًا.
تتخذ من مقولة عميد الأدب العربي ( طه حسين) دافعًا لاستكمال مسيرتها، وتلك المقولة هي:
( إياك والرضا عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول، وإياك والعجب فإنه يورطك في الحمق، وإياك والغرور فإنه يُظهر للناس نقائصك كلها ولا يخفيها.)
وفي الختام وجهت رسالة للشباب قائلةً: ( “كل الأشياء ذاهبة، لكن يبقى الأثر”، فلن يبقى منك إلا الأثر الجميل والسيرة الحسنة الطيبة، ولا تُجبر أحد أن يختار الندم بديلًا عنك، وأنا أتمنى أن أجد في نفوس من قرأ لِي أثرًا مما كتبت.
أمّا عن رأيها في مجلة إيفرست فقالت:
( بوابة طموح لا يُستهان بها، تُتيح لكل مبدع أن يصل من خلالها إلى القمة، معها كُتب اسمي بأحرفٍ من النور، هي مَن منحت لي لقب مبدعة وجعلتني جزءًا لا يتجزأ من روادها، كل الشكر والعرفان لأستاذنا الكاتب ( وليد عاطف)، ولرئيسة قسم الخواطر والقصة القصيرة الكاتبة ( سهيلة مصطفى إسماعيل).
وأخيرًا نتمنى لها كل التوفيق والوصول لما تريد، وأن ترى أحلامها ملموسة أمام عينيها.
المزيد من الأخبار
حوار صحفي مقدم من مجلة إيفرست مع الكاتب العيدوي زكريا
حوار صحفي مقدم من مجلة إيفرست مع الكاتبة الواضح حنان
حوار خاص مع أبو سُفيان محمد يوسف الكردفاني ورحلة إبداعية ملهمة في صفحات مجلة إيفرست