كتب: هاني الميهي
عادة بعد نهاية كل تجربة عاطفية مريرة يحدث للإنسان أمران: الأول هو المرور بمشاعر الحزن والاكتئاب وما شابهها من أصناف المشاعر المظلمة، والثاني هو حدوث تحول في الشخصية؛ اكتساب وفقدان بعض الطباع، وتشكل اضطراب في صورة الذات أو اختلال في نظرة الإنسان لنفسه.
وغالبا ما يكون تركيزنا على الأمر الأول، في كيفية تجاوز المشاعر اللحظية تلك وتخطيها والوصول إلى حالة من الهدوء والسلام الداخلي، ونتجاهل أن هنالك تحول طرأ على شخصياتنا ونظرتنا لأنفسنا بحاجة إلى النظر والانتباه والعمل.
المشاعر أوضح، لأنها الرفيق الذي لا يغادر الإنسان، وهي محسوسة لأن آلامها قادرة على تعطيل حياة المرء واحتلاله بالكامل، إنها بارزة ولها صفة التعبير، تعبر عن نفسها بالنبض في الروح، لذلك يتم التركيز عليها لتجاوزها ، في حين أن التحول في الشخصية غير محسوس؛ لا يكون ملاحظا بشكل سريع ومباشر وسهل، ظهوره تدريجي، ننتبه له بعد فترة من الزمن ، وأحيانا يتم النظر إليه على أنه أحد أعراض الاكتئاب؛ إذا زال الاكتئاب زال الطبع معه.
ونقصد بالتحول في الشخصية هو اكتساب خصال وطباع سيئة لم تكن في المرء، وفقدان لبعض الصفات الحميدة، مثل التحلي بالقسوة والغلظة، وفقدان الثقة بالآخرين وغياب الإحساس بالأمان وتشوه نظرة الإنسان للحياة.
إضافة إلى ذلك حدوث خلل في نظرة الإنسان إلى نفسه، من خلال تبني نظرة دونية لذاته، والتشكيك في مستوى جاذبيته، وضعف الشعور بالاستحقاق.
كل علاقة هي مشروع ثوري للتغيير الداخلي ، إما للأسوأ أو للأجمل.
لأن أكثر إنسان تتأثر به هو الإنسان الذي تحبه ، عندما يحب الإنسان يحول من يحبه إلى مرآة يرى من خلالها نفسه.
نحن نرى أنفسنا ونُقيمها بعيون من نحبهم حتى لو تجاوزناهم، ونكون عالقين بتلك النظرة لفترة طويلة من الزمن أو للأبد حتى لو حاول الآخرون اثبات عكس ذلك.
اعلم أنك عندما تختار أحدهم فإنك تختار مستقبل قلبك وشخصيتك.
الحب الذي لا يُغفر هو الحب الذي دمر نظرتك لنفسك، وأعظم الحب هو من جعلك عظيما في عين نفسك.
وإن بعض العلاقات من شدة ما هي جميلة نتغير للأسوأ عند انتهائها. وكأننا نرفض جمال الحياة من بعدهم.
المزيد من الأخبار
معجزة هود عليه السلام
تعزيز القيم الاجتماعية في الأطفال
التوازن بين الحياة المهنية والوقت مع الأسرة