كتبت: زهرة محمد
-من العبادات الجليلة التي ينبغي على العبد المؤمن والمسلم أن يحرص عليها هى حسن الظن بالله الخالق والقادر على كل شيء.
فهي عبادة تقوي الصلة بين العبد وربه، وتُعين العبد على مواجهة مصائب الحياة، وتثبت فيها القدرة على تحمل الإبتلائات التي ينزلها الخالق لعباده؛ ليختبر إيمانهم به، وصبرهم وقوة تحملهم “وليميز الله الخبيث من الطيب”.
-فيجب على العبد المؤمن أن يملأ قلبه بعبادة الظن الحسن بالله في كل شيء في حياته، وفى رزقه وأولاده، وشدته، وفي عسره ويسره.
-فكلما كان حسن ظن العبد بربه قويًا كلما زاد فى قلب العبد محبته لربه، وكان إيمانه قويًا به.
-ويمكن أن نستنتج من هذا قاعدة: من علامات حب العبد لربه هى حسن الظن به.
“تعريف حسن الظن بالله”
_هو الاعتقاد الحسن فى الله.
علامات حسن الظن بالله:
١)التيقن التام بعوض الله ومكافأته للعبد على طاعه أوامر، وإمتناعه عن المعاصي التي حرمها الله.
٢) التوجه القلبي والتوكل على الله دائمًا في كل ما يمر بالعبد من أمور حياته، الصعب والسهل، المر والحلو، العسير واليسير، والشدة والرخو.
٣)أن يكون العبد فى غاية الحرص على طاعة ربه.
٤)أن يكون العبد على علم ومعرفة بكرم الله -عزوجل-، وأن له خزائن الأرض، وأنه لا يملك الأرزاق ويرزق سواه هو -سبحانه وتعالى، وهو له الأمر ويرزق كيف ما شاء.
٥) الكثرة الدائمًا من الطاعات والأعمال الصالحة التي تكون ظهرًا وذادًا للعبد للمؤمن، والتي سيجازي الله بها خيرًا ويدخله الجنة بأذنه
.
٦)أن يكون العبد شديد العزم والإصرار والحرص على عدم الوقوع في المعصية، وحرم الله.
ولعلاملات حسن الظن بالله، علامات كثيرةٍ جدًا، ولكن هذه أبرزها:
جزاء حسن الظن بالله:
-الفوز بالجنة
فى قوله تعالى:( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ),الآية{143},البقرة.
-إن الله سبحانه وتعالى يجازي الإحسان بلأحسان بل ويضاعف الأجر إلى أكثر من الإحسان، ويجازي عباده أجر ما عملوا لأجله من طاعات وعبادات وأمرٍ بالمعروف ونهىٍ عن المنكر، والطاعة والعبادة تكون بإتباع ما أمر الله به، وإجتناب ما نهى الله عنه قدر الاستطاعة؛ لأن الله لا يحمل النفس أكثر من طاقتها،(والله يضاعف لمن يشاء).
والدليل من قول حبيبنا وسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن أقترب إليّ شبرًا اَقتربت إليه ذراعًا، وإن أقترب إلي ذراعًا اقتربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة (رواه البخاري عن الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه).
حسن الظن بالله -سبحانه وتعالى- عند الموت، فقد ثبت عن جابر بن عبدالله- رضي الله عنه- أنه قال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، قَبْلَ مَوْتِهِ بثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
حديث حسن الظن بالله في الآخرة: ما ذكره سلمان الفارسي عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن لله عزوجل مئة رحمة، فمنها رحمة بها يتراحم الخلق، وتسعة وتسعون ليوم القيامة).
وينبغي على الإنسان المؤمن المسلم أن يحسن ظنه بربه فى كل شيء.
_وفى نهاية المقالة،أتمنى أن تكون مفيدة ونافعة بإذن الله.
المزيد من الأخبار
صفات الرسول المصطفى
العصر العباسي: حقبة من الازدهار الثقافي والانهيارات السياسية
كن متفائلاً