كتبت: آية الهضيبي
إن الحياةَ دروبًا بعضها طويل والبعض الآخر قصير؛ ولكن الشيء المُشترك بيننا جميعًا هو كما قال الله تعالى: “ولا يظلمُ ربُك أحدًا” أي أنَّه كما يأتي يوم الحساب وكُّل إنسان لا يظلمه الله فكذلك يُعطي كُّل إنسان فُرصة من البداية؛ بل رُبما تتعدد الفُرص ولا نُدركها إلا بعد فوات الأوان.
«يبدأ الإنسان في الحياة عندما يستطيع الحياة خارج نفسه» هذه العبارة استوقفتني وبدأت أُفكر كيف يحيى الإنسان خارج نفسه؟!
والحقيقة أنَّك تستطيع العيش في عُزلة داخلية وظاهرك مُزدحم إلى حد الفوضوية الاجتماعية، ولكنك تخدع نفسك والآخرين لأنك لا تستطيع عمل توازن داخلي تتخبط في دروب الحياة بدلًا مِن أنْ تسير الطريق المُقدَّر لك.
قال تعالى: “ولا تنسى نصيبك مِن الدُنيا” أي أنَّ عدالة الله جعلت لِكُّلٍ مِنَّا نصيبًا لا يزيد أو ينقص فهو بِمقدار، وعليك أن تنظر دائمًا للجانب الإيجابي وتستغل كُّل فُرصة تهبها الحياة لك وبشكل صحيح.
مَن مِنا لا يُخطيء؟! نحنُ بشر والخطأ أمر عادي؛ ولكن مِنْ الحكمة ألا تعدل عن أمرٍ جيد أو نعمة ميزك الله بها لِمُجرد أنَّك أخطأت!
البنية الأساسية الأولى لتتمكن من العيش في حياتك هي حبك للحياة، فهو شيء أساسي لتنعم بالراحة في الحياة. بالطبع لا توجد حياة خالية من المشاكل والتعب، لكن سينتهي بك الأمر إذا كنت تحب الحياة إلى التفاؤل ومواجهة المشاكل ومحاولة إيجاد الحل. إما إذا كنت لا تحب الحياة فمع أول مشكلة ستقع فيها، ستنهار وستدخل في دوامة التشاؤم والاكتئاب، وقد ينتهي بك الأمر إلى الانتحار.
الحياة مثل اللوحة الفنية فإذا كان الرسام شخصًا متفائل يحب الفرح والبهجة والسرور والسعادة سينعكس على لوحته بالإيجاب. أما إذا كان الرسام شخص متشائم حزين يواجه الكثير من المتاعب والأحزان، أيضا سينعكس على لوحته بالسلب.
عندما تُدرك معنى وقيمة الحياة الحقيقية لن تحزن أو تُفكر في الأمور المأساوية، فقط لأنها مؤقتة مثل الحياة تمامًا، فلا يجوز أن تقف عند نُقطة ولا تتعلم الدرس من التجربة لِتستمر وتتقدم، ولِتصنع الحياة التي تُريدها عليك أنْ تتقبل الحياة التي لم تكُن تُريدها أولًا، ورافق في مشوارك مَن تأتمنه وتجعله خِلًّا لا يمل ولا يترُكك؛ بل يبث فيك الأمل ويُجدد في رُوحك العزيمة فَتُمسكان بيد بعضكما وتتناوب مصائب الحياة ولا تُغيركما قسوتها، والحقيقة أنَّ الحياة تكون أهوْن إذا وجدت ذلك الخِّل الذي يُساندك.
حب الحياة أحد أهم وسائل الاستمتاع بها؛ فعلى عكس الثقافة السائدة التي تقلل من قيمة الحياة في عيون الإنسان، وتجعلها مكاناً للتعب والضنك فهي في الواقع مكان للقيام بالأعمال الصالحة، وهي مقدمة النعيم الأبدي الذي لا يفنى، لذا فإن الحياة تمتلك كافة المقومات التي تجعل الإنسان محباً لها، حريصاً على قضاء وقته فيها بكل ما هو مفيد ونافع.
وهُناك العديد من الطُرق التي يمكن الاستمتاع بالحياة بها أيضًا..
مثل: زيارة أكبر قدر من الأماكن حول الكرة الأرضية؛ فالله تعالى لم يخلق الإنسان على هذا الكوكب حتى يبقى جالساً في مكان واحد فقط. الاهتمام بالنواحي الروحية، والتفكير الجدي بتحقيق التكامل الروحي عن طريق الزواج، والارتباط مع المُكمِّل من الجنس الآخر، فهذا أدعى لتحقيق السعادة للإنسان، وجعل الله المال والبنون زينة لنا في الحياة الدنيا، لأنهم من مسببات السعادة بل وأهمهم في الدنيا على الإطلاق.
وفي النهاية الحياة ما هي إلا الزمن والزمن هو عُمر الإنسان والكثير من الأشياء تُمثل في الحياة سلاحًا ذا حدين يمكنك استخدامها كيفما شئت؛ لأنك وحدك مَن سَتسعد أو تشقى، وفي الواقع لا نشعر بقيمة الأشياء إلا عندما تؤخذ مننا، فهذه طبيعة الإنسان ولكن علينا الانتباه والاهتمام كلما تذكرنا بحمد الله وشكره، ونُذكِّر أنفُسنا دائمًا أنها ليست دار بقاء وخلود بل نحن جميعًا زُوار وسُكان فعلينا أنْ نُحسن الزيارة لِنلقى البشارة، ونترُك الأثر الحسن مهما لاقينا من المِحَن، ونكون سُكانًا جيدين نُحسن التعامل مع المكان قبل أنْ نقول “يا ليتنا قدَّمنا لِحياتنا” وهيهات لا ينفع الندم ولا ننسى أنَّ العيش عيش الآخرة، وفي الوقت ذاته نُحسن استغلال فترة حياتنا الأولى.
Hello everybody, here every person is sharing these experience, therefore it’s good to read this web site, and I used to go to see this blog daily.
I do agree with all of the concepts you’ve introduced for your post. They are very convincing and can certainly work. Still, the posts are too brief for starters. May just you please prolong them a little from subsequent time? Thanks for the post.