مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

ما لا يعرفه البعض عن حنان سعيد

 

بِقلم/ آية الهضيبي

عندما يأتي بِخاطر أيٍ منا “المرأة” نذكُر التضحية،الصبر، الأُم، الأُخت، الزوجة، الابنة؛ بل هي مُجتمعٌ بِأكمله قامَ على أساسٍ لا يُمكن الاستغناء عنهُ ويا حبذا لو كان متينًا، قويمًا وصلبًا..
وحين يُذكر اسم”حنان سعيد” يأتي ببالنا اللُطف والرُقى بالإضافة إلى بعض التعظيم الذي يُضيف إليها رونقًا خاصًا بها.
إنها ابنة مُحافظة المنوفية في أوائل العشرينات من العُمر ومع هذا فَإنَّ عُمرها الحقيقي بحجم الأعمال والنجاح الكبير الذي حققتهُ..
شاركت لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب بِرواية “أُوْلي أجنحة” والتي تُعبر عن الحُرية بِمعنى مُختلف وجديد يلمس القلوب ويُلهم العقول ولاسيما بالطبع بالنسبة للفتاة، وشاركت للمرة الثانية بِرواية “مُنتصف الدَّرج” وحققت هذه الرواية نجاحًا باهرًا، تتميز حنان بِشخصيتها المتواضعة البسيطة والذي يجذب قلوب جمهورها الرائع، كما أنَّ شخصيتها تتسم بالموضوعية وتحري الصدق..
حينما سُئلت عن مشوار الكِتابة عندها كيف بدأ قالت: مُنذُ أن كانت في المرحلة الابتدائية وكان أشبه بالشِعر العامي دون أن تعرف ما هي الكِتابة أو ما هو الشِعر، ثُمَّ في المرحلة الإعدادية تطور إلى شِعر بالفُصحىٰ، ولم تكُن تتعمق في القراءة؛ بل كانت تقرأ كُتُب وقصص الأطفال، وفي المرحلة الثانوية أصبح الأسلوب نثري وتطور أكثر..
البعض رُبما يتساءل هل كانت هُناك تجربة أثرت في حياة حنان وأصبح لديها فوبيا من البشر بصفة عامة ولاسيما أنَّ فِكرها قد اختلف عما سبق..والإجابة أنها بالفعل مرت بِتجربةٍ ما أدت إلى تغيُّر أسلوبها في الكِتابة بشكل خاص وبالتالي مجرى حياتها بشكل عام وذلك في المرحلة الثانوية لها، كما أضافت حنان أنها كانت تُثري عقلها بالقراءة لِـ إبراهيم ناجي، والتأثر بالبيئة ليس من اختيارك لأن من الطبيعي أن يختلف التفكير من وقت لآخر بالمرور بمراحل مختلفة، وهذا يُمكن أن يؤدي لِأن تُصبح مُختلف مُقارنةً بِمن حولك، فلا تجدين مَن يُشبهك في الفِكر وهذا لا يعني أنَّ عقلي أفضل من غيري؛ ولكن هُناك مَن لا تنجحين في الدخول في نقاش معهم لِإقناعهم بِأمرٍ ما خطأ وآخر صواب فَمن الطبيعي أنْ يأتي عليكي وقت تنعزلي فيه لبعض الوقت عن الناس.
وعندما سُئلت عن هل الثقافة تُحسب بدرجة أنَّ الشخص مُتعلم وحاصل على شهادة أم لا أجابت: أنَّهُ لا شك في أن التعليم شيء هام جدًّا ولا نستطيع تعميم أو تطبيق فكرة فشل التعليم أو عدم أهميته لِمُجرد أنَّ البعض فشلوا في التجربة أو لم يؤثر التعليم فيهم بشكل جيد.
رُبما يخطُر بِبال البعض هل يجب أنْ يقرأ الكاتب ليستطيع أن يكتُب؟
وأجابت عن هذا: لا يوجد كاتب بلا قراءة فهي ضرورية ورُبما يكون قارئ وليس بِكاتب، فلا يوجد كاتب ليس قارئ فَمِن أين سيأتي بِأفكاره أو كيف سيُشبع فِكره ويكون مُثقف، وخاصةً التنوع هام جدًّا فَمثلاً أنا دارسة للتمريض؛ ولكن لا يصح أن أقتصر على هذا المجال فقط؛ بل يجب أن أقرأ في مجالات أُخرى مُختلفة لِأُغُذي عقلي.
أسلوب حنان البسيط في الكِتابة والعميق في بعض الأحيان نُقطة قوة؟ إذا أردنا أن نُقيِّم أسلوب حنان
سواء بسيط أو عميق هذا لا أستطيع تحديده لأن ما أكتُبه هو تعبير عن شعور ما ولا أقصد أن يكون بسيط أو عميق.
هل حنان تتقبل النقد؟ لا بُد أنها تعرضت له من قبل أو واجهت بعض الإحباط فَكيف استطاعت تخطي ذلك؟
مُنذُ أنْ بدأت الكِتابة بِفضل الله لم يحدث هذا سوى مرة واحدة والحمدُ لله لم يحدث من قبل أنْ انتقد أحد أسلوبي أو لُغتي.. وأكون مُستوعبة للانتقاد أو التعليق، وبشكلٍ عام أتقبل النقد؛ لأن في النهاية أنا مَن سيستفيد.
★ما قصة “أحمد” أو اختيار هذا الاسم تحديدًا في مجموعة قصص “أسميتُه” أحمد والتي حققت نجاح كبير ولاقت إعجاب الكثير ؟
تيمُّنًا بِإسم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تُحب هذا الاسم قررت حنان اختياره ليكون بطل أغلب القصص التي كتبتها ولا تظُن أنَّه من المنطقي أن تُسمي بطل روايتها “أحمد” لِمُجرد أنَّهُ شخص دخل حياتي، ولم أتوقع أن تلقى المجموعة القصصية هذا الإعجاب الكبير.
أما عن أول تجربة لِحنان وهي” أُوْلي أجنحة” فلم يكن في حُسبان حنان أنَّها ستكون مشروع رواية وكانت قد كتبت رواية قبلها ولم تستطع نشرها وتحمد الله على ذلك لأن تقييمها من وجهة نظرها لم تكن كفيلة لِنشرها..و”أُوْلي أجنحة” ما هي إلا مشاعر عبرت عنها بِصدق وأخرجت ما بِداخلها فَكان اهتمامها بهذا أكثر مِن الترتيب أو القواعد المنظمة لِكتابة أي رواية؛ لذلك وصلت قلوب الكثيرين بِسُرعة.

يا تُرىٰ لِمَ اكتفت حنان بالمُشاركة بِروايتين فقط رُغمَ أنَّهُ كان بِإمكانها المُشاركة بِأكثر من ذلك؟
كانت حنان تستطيع أن تُشارك خلال السنة بِأكثر من رواية وستكون رائعة بالنسبة للجمهور ولكنها لم تفعل ذلك لِسببين: الأول أنها ليست في سباق مع أحد ولا تهتم بِكونها موجودة أم لا كُّل سنة في المعرض، حيثُ كان أول ظهور لها عام 2019 برواية “أُولي أجنحة” والظهور الثاني كان بعدها بِعامين أي سنة 2021 بِرواية “مُنتصف الدَّرج” والتي أخذت منها مجهود كبير جدًّا وبحث؛ لذلك كانت الرواية ضخمة ومليئة بالأحداث القيِّمة والمعلومات.

رُبما يأخُذ انطباع عن حنان أنها شخصية”نرجسية” ولكنها في الحقيقة ليست كذلك فهي لا تُمجد في ذاتها وتظل تذكُر أفعالها أو تحكي عما تفعل وعن ذاتها.

وإذا تساءلنا عن أهداف حنان الفترة القادمة فهي “فِكرة” لِعمل جديد ولكن أعربت أنها لن تكون مُتواجدة في المعرض السنة القادمة ولكن رُبما السنة التي تليها بإذن الله.

الكثير منا يحتاج إلى مصدر دعم في حياته لِيستطيع سير مشواره واستكمال طريقه فكان للأهل دور في حياة حنان؛ فَهُم لم يقفوا عائق أمام طريقها ولم يعترضوا على ما تقوم به؛ بل رُبما يشعرون بالفخر كُّلما تقدمت أكثر..
أما عن الناس فهي تعلم أن وجودهم غير مضمون أو دائم، وجمهورها الراقي فلم يُعارضوا بل بالعكس ينتظرون ما تُقدمه من جديد.

ما وصلت إليه حنان هو توفيق من الله وإذا قُلنا هل وصلت إلى ما تستحقُه فهذا سيكون تقدير للذات وهي على أي حال راضية بما وصلت له وتطمح في المزيد أيضًا..

وأما عن نصيحة حنان للشباب وبالأخص المُبتدئين في الكِتابة فكانت أن يقرؤوا كثيرًا جدًّا ولا يبدأ أحدهم في الكِتابة إلا عندما يشعر أنهُ أصبح بئر امتلأ ويفيض.
واختتمت حنان كلامها مُوجهةً شُكرها إلى كُّل شخص دعمها.

وأخيرًا وليس آخرًا فالأحُرف لا تنتهي إلا مع انتهاء عُمر الإنسان فلا زلنا نبوح وتُنقذنا السطور ونلجأ إلى عالَم نشعُر فيه بالراحة ولو لبعض الوقت ومازال لا يوجد سقف لِحدود الطموح والنجاح الأسمىٰ هو الارتقاء بالذات وتذوق لذة الوصول بعد الاقتناع ببذل الجُهد وتذوق المرارة التي تجعلنا نُميز بين ما نستحق وبين الرفاهية المُفرِطة، ونرجو أن يكون هُناك الكثير مِنْ النماذج أمثال حنان سعيد.
وطالما نحنُ على قيدِ الحياة فلا زال الأمل مُتجدد وأنت تحصُل على ما تُريد في النهاية بِقدْر السعي والآلام والتعب.