مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

عيد الحب

بقلم الدكتورة/اسلام محمد
استشاريه الصحه النفسيه والإرشاد الاسري والزواجي ودكتوراه في التنميه البشريه وتطوير الذات وصاحبه كتابي (البحث عن الذات و كتاب طوظ)

يظنّ الكثيرون أنَّ عيد الحبّ هو مناسبةٌ تخصّ العشّاق فقط، أو أنّه يومٌ يقتصر على الأزواج والمخطوبين، يتبادلون فيه الورود والهدايا والكلمات الجميلة. لكن الحقيقة أوسع وأعمق من ذلك بكثير، فـ عيد الحب ليس يومًا للعشّاق فقط، بل هو يومٌ لكلّ قلبٍ ينبض بالودّ والرحمة والعطاء.

عيد الحب هو يوم نُعبّر فيه عن حبّنا لكلّ من يسكن قلوبنا، لكلّ من منحنا لحظة دفء، ولكلّ من كان سندًا في طريق الحياة. هو فرصة لنقول “أحبك” ليس فقط للحبيب، بل للأم التي سهرت الليالي من أجلنا، وللأب الذي تعب ليؤمّن لنا حياة كريمة، وللأصدقاء الذين يشاركوننا الضحكة والحزن، وللأهل والجيران الذين يملؤون حياتنا دفئًا وإنسًا.

الحبّ ليس حكرًا على علاقةٍ واحدة، بل هو منظومة من المشاعر النقيّة التي تجعلنا بشرًا بحقّ. فحبّ الأولاد لأمّهم وأبيهم هو أجمل ما في الوجود، وحبّ الأهل لأولادهم هو صورة من الرحمة التي زرعها الله في القلوب، وحبّ الصديق لصديقه هو وفاءٌ يندر أن يُقاس بثمن، وحبّ الجار لجاره هو سلامٌ يربط البيوت بعضها ببعض.

إنّ الحبّ في جوهره عبادة، لأنّه يحمل في معانيه العطاء، والصفح، والتقدير، والإخلاص. وإذا كان العالم يحتفل بيومٍ واحدٍ في العام للحب، فإنّ من يملك قلبًا صادقًا يحتفل به كلّ يوم، في ابتسامةٍ يهبها، أو كلمةٍ طيّبةٍ يقولها، أو يدٍ تمتدّ لتواسي غيرها.

فلنجعل عيد الحبّ مناسبةً لتجديد المحبة بيننا، ولزرع السلام في قلوبنا، ولنُعلّم أبناءنا أنّ الحبّ ليس عيبًا ولا ضعفًا، بل هو أنبل ما يملكه الإنسان. فالحبّ هو الحياة التي تفيض بالجمال، وهو المعنى الذي يُعيد لقلوبنا نورها مهما أثقلتها الأيام.

الحبّ الحقيقي لا يُقاس بالورود ولا بالهدايا، بل بالمشاعر الصادقة التي تبقى ثابتة رغم مرور السنين. فاجعلوا من كلّ يومٍ في حياتكم عيدًا للحب، حبًّا لله، وللوالدين، وللأصدقاء، وللناس جميعًا، فـ الحبّ أسمى معاني المشاعر المقدّسة.