كتبت: سعاد الصادق
حين نكبر يتغير كل شيء، نفقد الشغف، وتتبدل الأحلام،
ويصبح همنا كيف ندبر أمور البيت، هم الأولاد، الدروس، قائمة الطلبات المنزلية، وصل الكهرباء، والمياه، إيجار الشقة، ونفقد حتى الإحساس بالسعادة، فرحتنا بقدوم العيد، والملابس الجديدة، البهجة والسرور بلقاء الأهل والأصدقاء، فاليوم مشاعرنا أصبحت باردة، جافة كأوراق الخريف، عندما كنا صغار كنا لانعرف الكذب، والضغينة، أما اليوم الحياة أجمعها عبارة عن أكذوبة، عندما كنا صغار كنا نتطلع للحياة بشغف، نستعجل الأيام كي نكبر، وحين كبرنا صرنا نتمنى من الأيام أن تعود بنا للوراء، حيث كنا صغار أبرياء دون خوف وحزن، دون مكر وحقد، لقد تغير فينا كل شيء، الضحكة أصبحت أسيرة البكاء، والثرثرة واللعب أضحى أسير الصمت والهروب، حين نكبر نرى الأشياء على حقيقتها، تقع الأقنعة وتنكشف الحقائق،
فتصبح الأشياء باهتة اللون لاتجذب
الناظرين إليها، حين نكبر تكبر معنا الأحزان، فتمحوا بداخلنا كل الألوان عدا اللون البنفسجي، يظل يخيم بالمكان، نتوشح به كي نختبئ من الأيام، لقد تغير كل شيء حين كبرنا، ولم يبقى عندنا شغف لأي شيء، ليتنا لم نكبر وتتبدل بنا الأحوال، ليتنا بقينا صغارًا نلهو ونلعب، ونحلق كالفراش على الزهور في الربيع.
المزيد
حيرة مع الحياة – الكاتب عبدالرحمن غريب
الخروج من منطقة الراحة – الكاتبة مريم أشرف فرغلي
هذه دنيتنا بقلم آلاء محمود عبد الفتاح