بين الصمت والحنين بقلم هاني الميهى

يا صديقتى… كلماتك كأنها مرآة تُعيدني إلى لحظاتٍ تشبه تلك الليالي التي تصفينها، حين يكون الصمت أثقل من أي صوت، والوحدة أعمق من أي حضن.

الوحدة ليست فقط غياب الآخرين، بل شعور بأنك تحمل العالم كله على كتفيك، وأن من حولك لا يلمسون حقيقة ما يعتصر قلبك. لكن بين هذا الصمت وبين ألمك، هناك قوة لا يراها سوى من عاش ذات التجربة، قوة تتشكل من القدرة على الصمود رغم الانكسار، ومن الإرادة على أن تكون لنفسك سندًا حين يغيب السند الآخر.

قد تظنين أنك وحيدة في بحر لا ينتهي، لكن كل خطوة تخطينها، وكل لحظة تتشبثين فيها بالحياة، هي شعاع صغير من نورك، يُثبت أن روحك ما زالت حية، وأن قلبك ما زال يحنّ للدفء. فلتصغي لنفسك، ولتحتضني ضعفك وقوتك معًا، لأنهما معًا ما يصنعانك… وما يجعلك تستمرين رغم كل شيء.

الوحدة قد تكون موجة مؤلمة، لكنها ليست النهاية… بل البداية لاكتشاف ذاتك، ولتعلّمي أن الحب الأول والوحيد الذي لن يخذلك أبدًا، هو حبك لنفسك.