كتبت آيه محمود
هو العلم والموهبة، هو الفلسفة بحد ذاتها، هو الثقافة والفن الممزوجين بالخبرات، هو الذي نقش على جدران الإبداع نقوشًا من نوع خاص؛ لتتألق ويلمع اسمه، هو الكاتب والروائي: هشام عيد.
_من هو الكاتب هشام عيد؟
-اسمي هشام عيد عبد العزيز، مواليد “١٩٦٧م”، حاصل على ليسانس آداب قسم فلسفة عام “١٩٩١م”، روائي، قاصٍ ومترجم، عضو إتحاد كُتاب مصر، عضو إتحاد ناشرين مصر، عضو اللجنة الثقافية بإتحاد الكتَّاب المصري.
_كيف بدأت مسيرتك، ومُنذُ متى؟
-بدأت الكتابة منذ وعيت، لكنني لم أبدأ النشر إلا بعد أن تخطيت الخامسة والأربعين، كان أول كتاب على نفقتي الشخصية، خصمًا من ضروریات الحياة. “أوراق حلاق عام ٢٠١٦م”
_تختلف ماهية الموهبة لدى كل شخص، فما مفهومها لديك؟
-هي جذوة من شغف تنبع بقليل من الفطرة، وكثير من الجهد، تأسس في الأدب على كتب الكبار، أما في الشعر؛ فترتكز بشكل موازٍ على السماع.
_إذا لم تكن لديك هذه الموهبة، فأي موهبة كنت ستعمل على تنميتها؟
“الحلاقة”
_هل تلك الموهبة هي ما جعلت أول إصدار لك يحمل اسمها؟
نعم؛ فأنا عملت بها أثناء دراستي الجامعية، وبعد تخرجي عملت بها خمسة عشر عامًا، حيث قضيت زهرة شبابي بها، ودائمًا ما أعتزُ بها؛ فهي مهنة سخية بالحكايات والمتعة.
_ما هي مؤلفاتك؟
١أوراق حلاق ٢٠١٦ “خمس طبعات”
٢حارة سر الدين الفلواتي ٢٠١٧ “أربع طبعات”
٣_ سلطان “رواية للناشئة” ٢٠١٨ طبعتان.
4- البطء ٢٠١٩ “رواية” أربع طبعات.
“وصلت للقائمة الطويلة لجائزة ساويرس لعام ٢٠٢٢”
٥كمار ٢٠٢٠ “ثلاث طبعات”.
٦نصوص ذهبية “قصص مترجمة للناشئة” ٢٠١٩. ثلاث طبعات.
7- حكايات البنات “أطفال” ٢٠٢٢ طبعتان.
٨_العزف على ضرع بقرة.
“فازت بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع ٢٠٢٢”.
_واضيف إلى ذلك: مجموعة قصصية لم تطبع بعد.
_دائمًا في حياة كل شخص ضوء خافت يُنير بصيرتهُ بعد كل لحظة ضَعِفٍ يمرُ بها، فمن كان ذلك الشخص بالنسبة لك؟
-صديقي الأستاذ عادل عبد الرازق.
_في طريق الحُلم ثمة عراقيل تهدم أجمل ما فينا، فما هي العراقيل التي واجهتك؛ كي ينتبه لها كل شخص لديه موهبة؟
-نعم، هناك عراقيل ولعل اخطرها هو الكسل، والاحباط، وانتظار الدعم من المُتلقي، تضارب خط أكل العيش مع الخلوص التام للموهبة!
_لكل كاتب هدف يصل إليه؛ ولعل أنبل تلك الأهداف أن يكون هو القلم، واللسان، والذات لكل من يأخذ الصمت صديقًا له، فهل نجح كاتبنا بترسيخ أفكاره والوصول لمراده؟
-سؤال مهم، أشعر بالفعل أنني وضعت كل أفكاري في مؤلفاتي، أخلصت للنصوص حتى احترقت. لم أكتب لمجرد الكتابة، تنوعت كتاباتي بين الرواية، والقصة القصيرة، والترجمة، والأطفال. أزعم رغم قلة عدد الكتب أنني ضربت في اتجاهات كانت لي ممتعة وتجارب ذات تحديات.
_هل تدعم مقولة أن الكتابة الملاذ لكل من تخبطت به حياته؟
لا، الكتابة متعة للكاتب لا يمكن وصفها بالتخبط.
ربما يساعد الألم على إثراء خصوصية التجربة، لكن الكتابة في حد ذاتها شيئًا يشبه الخلق، ولله المثل الأعلى.
_لدى الكاتب والروائي هشام عيد مؤلفات عدة، فهل لكل منها حكاية كان يريد إيصالها، أم شغفه هو من فعل ذلك؟ ونريد أن نأخذ جولة سريعة بينهم.
بالطبع أردت إيصال أشياء عدة للناس، وللعالم من بعدي، أهمها أن القبح ليس خبرًا نقرأه في الجرائد؛ بل إننا نمارسه بشكل أو بآخر بدرجات متفاوتة في حياتنا اليومية.
بالفعل وضعت أفكاري وهمومي ورغباتي الإنسانية فيما كتبت. اهتممت أيضًا بالصياغات السردية وتنوعها، أردت لكتابتي أن تبقىٰ.
_ظهر بالأونة الأخيرة كُتاب؛ فهل رأيت فيهم من يستحق ذلك اللقلب عن جدارة؟ وما رأيك بالمحتوى العام للجيل الجديد؟
بالفعل هناك أقلام مبشرة وهناك أساتذة نتعلم منهم، لكن في المقابل هناك شلال من التجارب المبتسرة غير الناضجة، وتعجل النشر أسوأ آفات الكاتب.
_لكل منا مثل أعلى يسير على خطواته، واثقًا كل الثقة به، فمن هو؟
-نجيب محفوظ طبعًا، جميعنا نستظل تحت عباءته.
_هل هناك مقولة أثرت على كاتبنا وانعكس ذلك عليه بالإيجاب؟ أو مقولة يؤمن بها؟
نعم، الكتابة هي فن إعادة الكتابة، تبدأ الكتابة الحقيقية بعد كلمة تمت.
التعايش الجديد مع النص، تشذيبه وتشطيبه، الحذف والتنسيق والفواصل، هذه أشياء لا تقل أهمية عن النص نفسه.
_نصيحة تود إهدائها للمواهب وللكُتاب بصفة خاصة؟
لعل أفضل نصيحة أقدمها هي أن يركزوا كل اهتمامهم على تعلم النحو من أجل كتابة جمل منضبطة؛ لأن الكتابة المنضبطة تعكس فكرًا منضبطًا، وتمنح القارئ صفاءً وثقة بقلم كاتبه.
_أتمنى أن يكون الحوار نال اعجابك؟
أسئلتك جميلة ومميزة، فلم أكن أظن أن تلك الإجابات تكمن بداخلي.
بالأخير: أتقدم بكل الشكر والامتنان لك كاتبي على وقتك، وكان لي الشرف صدقًا، وأتمنى أن ينال الحوار اعجابكم.
جميل ورائع بالتوفيق ان شاء الله
حوار فى منتهى الجمال