بقلم: محمد حسن
في زمن تتسارع فيه الخطى نحو الشهرة الزائفة، تخرج إلينا أقلام حقيقية تكتب بصدق، لا تطمح إلا للبوح، ولا تبحث إلا عن أثر. ومن بين هذه الأقلام الموهوبة، بزغ نجم كاتبة شابة تحمل بين صفحات حروفها روحًا صادقة وجرأة فريدة… هي منة الله أيمن، ابنة الإسكندرية، التي استطاعت أن تثبت حضورها على ساحة الأدب منذ خطواتها الأولى.
في هذا الحوار، نقترب منها أكثر، نكتشف خبايا رحلتها مع دار “بيت الروايات”، نغوص في دهاليز تجربتها، ونفهم كيف تُولد الكتابة من أعماق الشغف.
منة الله أيمن، كاتبة روائية مصرية، من مواليد محافظة الإسكندرية، ديسمبر 2001.
بدأت رحلتها الأدبية على منصات النشر الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاقت أعمالها صدى واسعًا بين القرّاء، وكان أول أعمالها رواية “صرخة عشق”، ثم تبعتها بـ “ذكريات مشوهة”. إلا أن انطلاقتها الكبرى جاءت عبر ثنائية “ظلمات حصونه” التي لاقت رواجًا واسعًا وتفاعلاً كبيرًا، واعتبرها جمهورها نقطة التحوّل في مسيرتها.
منة الله لا تكتب فقط لتُقرأ، بل تكتب لتُشفى وتُشفي… ولأن القلم هو مرآتها، فهي الآن تواصل مشروعها الإبداعي عبر روايتها الجديدة “أسيرة مخاوفي”، ساعية لأن تُحلّق مجددًا في سماء النجاح.
1. بداية، كيف بدأت علاقتك بدار “بيت الروايات”؟
تجربتي مع “بيت الروايات” كانت أكثر من مجرد تعاون… كانت رحلة جميلة بكل تفاصيلها.
الأستاذة فاطمة إنسانة استثنائية، تمتلك شغفًا عظيمًا وحرصًا صادقًا على إنجاح كل من يعمل معها، سواء كانت الدار أو الكُتّاب. وهذا وحده كافٍ لأكرر التجربة معها مرارًا وتكرارًا.
2. وما الذي جذبك لاختيار “بيت الروايات” دون غيرها؟
الحقيقة أن الأستاذة فاطمة هي من تواصلت معي، وعرضت عليّ الانضمام للدار والمشاركة في المعرض، رغم أن هذا كان أول عمل ورقي لي. أعجبتني فكرتها في ضمّ مواهب جديدة، والبحث عمّن يملكون صوتًا مختلفًا. شعرت وقتها أننا سنخوض مغامرة جميلة معًا… وهذا ما حدث بالفعل.
3. كيف تصفين أسلوب تعامل فريق الدار معك؟
راقي جدًا. لم يكن هناك فقط التزام أو متابعة، بل كان هناك احترام وتفهّم حقيقي. الدار كانت تراعي ظروفنا الشخصية، وتدعمنا نفسيًا ومعنويًا بشكل مؤثر. الأستاذة فاطمة كانت دومًا إلى جوارنا… كأنها تقول لنا: “أنا مؤمنة بكم”.
4. هل شعرتِ أنك كنتِ تملكين المساحة الكاملة للتعبير الإبداعي؟
تمامًا. لم تتدخل الدار في أي من تفاصيل العمل. كنت حرة تمامًا في سرد الأحداث ورسم الشخصيات وصياغة الرواية كما أردت. هذه الحرية دفعتني لأعطي أفضل ما عندي.
5. ما هو أكثر ما أحببته في تجربتك مع “بيت الروايات”؟
روح الفريق… الحماس… التشجيع المستمر. كل ذلك كان محفزًا كبيرًا لإنهاء العمل بشكل يليق بي وبالدار معًا.
6. هل واجهتك تحديات أثناء العمل مع الدار؟
في الحقيقة، لا. لم تكن هناك صعوبات تُذكر. بل على العكس، التحدي الوحيد كان رغبتنا جميعًا—نحن الكُتّاب—في أن نُخرج أعمالًا تليق بموهبتنا، وبثقة الدار بنا.
7. من وجهة نظرك، ما الذي يجعل “بيت الروايات” متميزة؟
الإجابة باختصار… فاطمة عطية!
حضورها، دعمها، حبها الحقيقي للأدب والكتّاب. هذه الروح لا تجدها في كل مكان.
8. هل تنوين تكرار التعاون معها في المستقبل؟
بكل تأكيد، إن شاء الله. لأن ما بيننا ليس مجرد عقد نشر… بل شراكة حقيقية، واحترام، ودعم نفسي لا يقدّر بثمن.
9. كيف وجدتِ تفاعل الجمهور بعد صدور كتابك؟
أنا سعيدة بالتجربة جدًا، لكن لا أستطيع أن أحكم على نجاح الكتاب الآن، لأنه أول عمل ورقي لي. ما أعلمه جيدًا هو أنني والدار بذلنا جهدًا كبيرًا في الترويج، والباقي متروك للزمن والقرّاء.
10. ما النصيحة التي توجهينها للكتّاب الشباب في اختيار دور النشر؟
لا تختاروا دار نشر لمجرد أنها مشهورة أو تعدكم بالمبيعات… اختاروا الدار التى تؤمن بكم، وتدعمكم، وتتعامل مع موهبتكم ككنز، لا كوسيلة ربح. الكلمة قبل كل شيء، والروح قبل السوق.
فاصل ختامي:
وراء كل رواية عظيمة، كاتب آمن بصوته، ودار آمنت به.
وفي قصة منة الله أيمن و”بيت الروايات”، لم تكن الكتابة مجرد ورق وحبر… بل كانت حكاية دعم، وتوأمة حلم، ورحلة تنبض بالأمل.
اقتباس من الكاتبة:
“أنا أكتب كي أنقذني… وعندما تُقرأ كلماتي وأجد من يشعر بيّ، أحس إن الكتابة ليست فقط أنقذتني، بل أنقذت غيري.”
— منة الله أيمن
المزيد من الأخبار
الكاتبة سارة علي عزت: أهوى كتابة النصوص والقصص القصيرة، مجلة إيفرست الأدبية
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة هاجر عزت
حوار ممتع مع أمل إسماعيل، في مجلة إيفرست الأدبية