الكاتبه شهد سيد ابراهيم
لم تكن السهام التي تنهال عليه من كل اتجاه هي ما أوجعته، بل تلك الكلمات التي خرجت من أفواه لم تُدرك مدى قسوتها. بداخله حرب صامتة، معركة يخوضها وحده ضد جراح لا تنزف دمًا، لكنها تستنزف روحه ببطء. عيناه المحمرتان لم تكن من التعب فقط، بل من كل لحظة شعر فيها أنه لا شيء، من كل كلمة نُطقت دون اكتراث لكنها اخترقته كسكين مسموم.
يستمع، لا يرد، يبتسم أحيانًا كي لا يُظهر انكساره، لكنه في كل مرة يشعر أن جزءًا منه يتلاشى، كأن كلماته تختنق قبل أن تخرج، كأن صوته لم يعد مسموعًا حتى لنفسه.
نحن نرى السهام، لكننا لا نرى الكلمات القاتلة. نسمع الضحكات، لكننا لا نسمع الصرخات المكتومة. نحكم على المظهر، دون أن ندرك أن هناك قلوبًا تُستنزف ببطء تحت وطأة كلمات أُلقيت بلا تفكير.
“لا تستهينوا بالكلمات… فبعضها يترك ندوبًا لا تُشفى.”
الكاتبه شهد سيد ابراهيم
المزيد من الأخبار
لقاء غير متوقع
جروح
التعلق المرضي وتأثيراته