وليد اسماعيل على
عزيزي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد السلام، دعنا نبدأ بالصلاة على خير الأنام. هل لي أن أدعوك للنظر إلى الحياة من منظوري الخاص؟ أعدك بأنك ستكتشف شيئًا مختلفًا تمامًا، فعيوني ليست مجرد عيون، بل هي نافذة إلى عالم مفعم بالأمل والتفاؤل. هنا، لا مكان للحزن، بل أرى أن كل عسر يقابله يسر، وكل صعوبة تحمل في طياتها فرصة جديدة.
أعلم أن كثيرًا منا يعيش حالة من الإحباط، خاصةً بسبب توقف المشاريع والأحلام في منتصف الطريق، حيث تتداخل الطموحات مع العراقيل. لكن دعني أذكّرك بأن كل ما يحدث له حكمة. الوظيفة التي تركتها قد تكون قد جلبت لك توترات صحية أو مشاعر سلبية، وتركها هو في الحقيقة حماية لنفسك ولصحتك. إذا كان فيها خير، لما انتهى بها المطاف إلى هذا المصير.
أما بالنسبة لتلك الفتاة التي كنت تحلم بأن تكون بجوارك، فاعلم أن الله، بحكمته، قد كتب بينكما البعد لأنه يعلم أن قربكما لن يجلب السعادة. لا تنسَ أن الله سيعوضك بشخصية تكون بلسمًا لروحك وتُحيي قلبك من جديد. كذلك، عزيزتي، تتجلى هذه الحكمة في قصصنا وتجاربنا.
لنتأمل في قصة سيدنا يوسف عليه السلام؛ فقد أُخذ عبدًا أسيرًا، ولكن بفضل لطف الله وتدبيره، أصبح ملكًا. لو لم يتآمر عليه إخوته، لما ارتقى إلى هذه المرتبة الرفيعة. إن كل ما نظرنا إليه كعقبة كان في حقيقته طريقًا للوصول إلى خير عظيم، وهو ما يُظهر لنا أن ما يبدو صعبًا قد يكون في نهايته عطاء غير متوقع.
عزيزي، أترى الآن كم هو لطيف الله بنا؟ لا تدع الإحباط يتسلل إلى قلبك، بل انظر إلى كل ما حولك بعيون مليئة بالأمل. دعني أسترد عيني، فأنت الآن تحمل نفس النظرة الإيجابية التي تجلب لك الخير، فلتكن حسن الظن بالله دليلك في هذه الحياة.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية