لـِ سها طارق
في زوايا الحياة، تتشابك المصائر فنجد أنفسنا أحيانًا أمام تحديات نفسية تبدو غير عادلة. أولئك الذين يمتازون بالتعليم وعقولهم المنيرة وأرواحهم الطموحة يجدون أنفسهم في علاقات فرضت عليهم، مما يؤدي إلى ردود فعل قاسية تعبّر عن اللامبالاة وثقل الشعور. تدور حرب داخلية في نفوسهم، حيث يواجهون صعوبة في تقبل الآخرين، وتسيطر عليهم مشاعر الاستياء. يبدو أنهم يتسرعون في حكمهم، دون أن يمنحوا أنفسهم فرصة لرؤية الجوانب الإنسانية في الطرف الآخر، مما يتركهم في خضم صراعات مميتة.
لكن علينا أن نتذكر أن الحياة ليست مجرد مقياس لمستوى التعليم الذي نحمله أو الوظيفة التي نفتخر بها، بل هي عن قلوبنا التي تضيء الطريق. فربما لم يكن حظ الآخرين كحظنا في نيل التعليم، لكن يمكن أن تكون لديهم قلوب نقية وأرواح محبة، تحمل احترامًا وأخلاقًا عالية. قد يكون هؤلاء الأشخاص هم من يجلبون السعادة الحقيقية أكثر من أولئك الذين يحتلون مراكز مرموقة في المجتمع، وقد يكونون أشخاصًا سويين نفسيًا، يضفون معنى عميقًا للحياة.
لماذا نقبل بأن تسير حياتنا وفق معايير تقول إن من لم ينل التعليم الكامل لا يستحق السعادة؟ لماذا نستخدم نعمة التعليم التي منحنا الله إياها كوسيلة للتكبر على الآخرين؟ يجب أن نكون عادلين في أحكامنا، ونبحث في ما يمكن أن يقدمه كل طرف للآخر، وكيف يمكن أن يبنيا معًا حياة مليئة بالهدوء والتفاهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه” ، مما يذكرنا بأهمية الأخلاق والقيم في بناء العلاقات. إن ما يهم حقًا هو ما في قلوبنا، وكيف نختار أن نعيش معًا في هذا العالم، فالأخلاق والنية الطيبة يمكن أن تكون أساسًا لعلاقات متينة ومستدامة.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية