نجوم حول القمر

Img 20250227 Wa0017(1)

 

وليد اسماعيل على

 

من أين أبدأ الحديث؟ الآن سأتحدث عن أشخاص نقشوا أسماءهم بشرف في سجلات التاريخ الإسلامي وتاريخ العالم أجمع، لما قدموه من جهود وتضحيات في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة نبي الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم). دعونا نتحدث عن أحد النجوم التي أضاءت لنا طريق الحق، كيف لا؟ إنه مؤذن رسول الله، بلال بن رباح، ذلك النجم القادم من أرض الحبشة في صورة عبدٍ يباع ويشترى بأبخس الأثمان.

 

في عصور ما قبل الإسلام، كانت العبودية عادةً متجذرة، حيث يُباع الإنسان ويُشترى دون مراعاة لكرامته وحقوقه. لكن مع ظهور الإسلام، جاء دين الرحمة لينهي هذه العادات الظالمة. اعتنق بلال الإسلام سرًا، وكان من أوائل الذين بايعوا الرسول الكريم على الإسلام. ومع مرور الوقت، جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة، وعلِم زعماء قريش بأمر المسلمين، فثارت حميتهم وغضبهم على المستضعفين من المسلمين، وكان بلال واحدًا منهم.

 

كان بلال مملوكًا لأمية بن خلف، أحد زعماء قريش وأشدهم بغضًا للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان أمية يعذب بلالًا تعذيبًا شديدًا ليعود عن الإسلام إلى عبادة الأصنام، لكن بلالًا كان ثابتًا على إيمانه مرددًا “أحدٌ أحد”، توحيدًا لله وصبرًا على الأذى.

 

استمر عذاب بلال إلى أن اشتراه سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأعتقه في سبيل الله. بعد ذلك، هاجر بلال مع المسلمين إلى المدينة المنورة، وأصبح مؤذن الرسول، حيث تميز بصوت عذب يصل إلى القلوب ويشعرها بالراحة والسكينة.

 

استمر بلال في أداء دوره في المدينة، حتى وفاة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. بعد ذلك، غادر بلال المدينة، ولم يعد إليها إلا بعد فترة طويلة.

 

تظل قصة بلال بن رباح مثالًا في الثبات على الحق والصمود في وجه الظلم. رحم الله سيدنا بلال وجميع الصحابة الذين مهدوا لنا طريق الحق.

عن المؤلف