ماليا

Img 20250209 Wa0005(13)

 

وليد إسماعيل علي

حلقة رقم (13)

كواسي: “نعم، يجب أن يتم ذلك في أسرع وقت.”

بدأت الرسائل تُرسل إلى جميع القبائل لتحذيرهم من الهروب من مناطق السيطرة، مستغلين توقف قوات جونسون، الذي بدا عاجزًا عن الحركة ولا يدري ماذا يفعل.

 

جونسون: “أنا في أشد الغضب! لا يمكنني فعل شيء. أشعر وكأنني مشلول الحركة، ليس أنا فقط، بل كل جيشي كذلك. يجب أن نجد حلاً.”

 

 

 

في مكان آخر…

 

ماليا: “أخبرني يا ديلو، من أي القبائل أنت؟”

ديلو: “أنا من قبيلة بعيدة جدًا عن منطقتكم. فارقتها وأنا صغير ولا أذكر عنها شيئًا.”

ماليا: “أشعر بشيء غريب يجذبني نحوك. لماذا تتسارع دقات قلبي كلما نظرت إليك؟”

ديلو: “أخشى أن أعترف لك أن شعوري هو نفسه تجاهك فتغضبي، لكن… أحبك يا سيدتي.”

ماليا: “وأنا أحبك يا سيدي، ههه.”

ديلو (مبتسمًا): “كيف أنا سيدك؟”

ماليا: “قلتُها مزاحًا، حتى تتعلم أن تناديني فقط ماليا. نحن عاشقان، أليس كذلك؟”

ديلو: “بكل تأكيد يا ماليا.”

 

لكن في الظلال، كانت بربرا تختلس السمع. لم يسعدها ما سمعت، فقد أدركت أن هذا الأمر سيشكل تهديدًا لمخططاتها.

 

 

 

في مخدعها، انهمكت بربرا بوضع اللمسات الأخيرة على تعويذتها، التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على قلب ماليا وعقلها، وشحنها بالكراهية لتنفيذ رغباتها في السلطة.

 

 

 

وفي خضم الأحداث، ضربت كارثة طبيعية المنطقة. إعصار ضخم بدأ يتحرك نحو القبائل. توقف الجميع عن مخططاتهم لمواجهة هذه الكارثة، وبدأت القبائل بوضع الاحتياطات اللازمة.

 

كواسي في مجلسه: “أيها الساحرة لوكاني، أخبريني، ماذا نفعل؟”

لوكاني: “علينا أن نتحرك بعيدًا عن اتجاه الرياح. نحن في مرمى الإعصار مباشرة، يجب أن ننتقل إما يمينًا أو يسارًا.”

 

في هذه اللحظة، دخل ديجون المجلس.

 

ديجون: “مرحبًا بالجميع. سمعت حديث الساحرة لوكاني. أرحب بكم في عشيرتي، فهي في موقع آمن حتى تنتهي هذه الموجة.”

كواسي: “لا يبدو أن لدينا خيارًا سوى القبول. شكرًا لك على كرمك، أيها الزعيم ديجون.”

 

بدأت عملية الهجرة المؤقتة إلى منطقة ديجون.

 

 

 

رغم انشغال الجميع بالإعصار، كانت بربرا مهووسة بتعويذتها. انتهت من إعدادها، حيث يجب أن تبدأ مفعولها في ليلة اكتمال القمر.

 

 

 

في مكان آخر، وبينما كانت ماليا تتحدث مع ديلو، صرخت فجأة: “الآن تذكرت!”

ديلو (في حالة دهشة): “ماذا؟ ما الذي تذكرتِه؟”

ماليا: “أنت الشاب الذي كنت أراه في أحلامي!”

ديلو: “أحلامك؟”

ماليا: “نعم. كنتَ تحمل ريشة تحتوي على سائل أبيض، تدهن بها جدرانًا سوداء كانت تحيط بي. كنت أشعر بالسعادة كلما بدأت الطلاء، وكأنك تخلصني من هذا السواد.

 

ثم كانت أمي تظهر لي في الحلم بعد ذهابك، ترسم لوحات لي وأنا صغيرة، تُذكرني بحب الجميع لي. لكن فجأة، يعود كل شيء من حولي إلى السواد مرة أخرى.

 

لقد رويتُ هذا الحلم لكثير من الجن، لكن لم يُفسره أحد لي.”

ديلو: “حلمك غريب حقًا. ربما يكون تفسيره أن قلبك يرفض ما تفعلينه من هجوم على القبائل بلا سبب، بينما يصور عقلك أنك قوية وتستطيعين فعل أي شيء.”

ماليا: “لقد سئمت هذا الأمر. أشعر أحيانًا وكأنني مسلوبة الإرادة، وأتحرك وفق خطوات مرسومة لي غصبًا عني.”

 

 

 

انتهى الإعصار وعادت قبيلة كواسي والقبائل الأخرى إلى أماكنها، بينما بدأت بربرا تفكر في كيفية تنفيذ تعويذتها على ماليا. كانت تتساءل عن الآثار التي ستتركها التعويذة، وكيف ستغير مصير الجميع. 

عن المؤلف