وهج

Img 20250210 Wa0036

كتبت/مريم نصر 

 

الوهج… ذلك النور الذي يسطع من الداخل قبل أن ينعكس على الخارج، ذلك الشعاع الخفي الذي يمنح الأشياء بريقها الخاص. الوهج ليس مجرد ضوء، بل هو شعور، إحساس، وطاقة تنبع من الروح، فتجعل الحياة تبدو أكثر إشراقًا، حتى في أحلك اللحظات.

هناك وهج في العيون حين تلمع بالحلم، وهج في الضحكة الصادقة التي تخرج من القلب، وهج في الشغف الذي يجعل الإنسان يسير نحو أهدافه دون خوف. كل شيء ينبض بالحياة يحمل وهجًا خاصًا به، فلا شيء يُضيء العالم أكثر من قلب مملوء بالأمل، ولا شيء يبعث الدفء أكثر من روح تؤمن بالجمال رغم كل شيء.

لكن الوهج ليس دائمًا سهل المنال، فأحيانًا تخفت أرواحنا، ونشعر أن الضوء في داخلنا قد بدأ يتلاشى. قد يكون ذلك بسبب خيبات الأمل، أو بسبب التعب من السير في طرق لم نعد نفهمها. لكن الحقيقة أن الوهج لا يختفي، بل يحتاج إلى إعادة إحياء، يحتاج إلى لمسة حب، إلى حلم يُغذيه، إلى لحظة صدق مع الذات تُعيد إليه توهجه.

هناك أشخاص يحملون وهجًا خاصًا، يدخلون حياتنا فيضيئونها دون جهد، يجعلون كل شيء يبدو أسهل، يمنحوننا الأمل دون أن يدروا. وهناك أماكن تحمل وهج الذكريات، تجعلنا نشعر بالدفء لمجرد وجودنا فيها. والأهم من ذلك، أن كل شخص قادر على أن يكون وهجًا في حياة الآخرين، بكلمة طيبة، بابتسامة صادقة، بموقف يحمل معنى.

في النهاية، الوهج ليس في الأشياء، بل في الأرواح التي تعرف كيف تصنع النور حتى وسط العتمة. فابحث عن وهجك، تمسك به، ودعه يكون دليلك في رحلتك، لأن الحياة بلا وهج، مجرد أيام تمضي بلا معنى.

 

_مــريــم نــصــر

عن المؤلف