كتبت منال ربيع
في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل، حين يغلف الظلام زوايا الروح، يحلّ الخوف من الوحدة ذلك الهمس الذي يصبح صراخًا يخترق أعماق القلب. تسير النفس في دربٍ معتم، تائهة بين أسرار الذكريات وأحلامٍ ماتت في صمت الزمن. تبدو الوحدة كمرآة تعكس صورة قلبٍ مجروح يبحث عن دفء إنساني يملأ الفراغ ويعيد له نبض الحياة. يتساءل الإنسان بين همس الرياح وصرير الأشجار: هل سيأتي يوم يزول فيه هذا السكون القاسي وتعود ضحكات الأمل لتعانق روح الوحدة؟ تزداد القلوب خوفًا مع كل لحظة تمر، إذ تنسج الوحدة خيوطها حول الأحلام المفقودة وتترك في النفس أثرًا لا يمحوه الزمان. وفي رأيي، في عمق هذا الألم الدفين ينبثق شوقٌ صادق للعثور على بصيص نور يضيء دروب الوحدة ويعيد للقلب إشراقة اللقاء والوفاء. وفي كل زاوية من الليل، تتجلى آمال متلاشية تتعانق مع وجوه الذكريات، لتذكرنا بأن الحياة رغم قسوتها تحمل دائمًا وعودًا بعودة نور الصباح. يبقى الأمل شراعًا يوجهنا نحو دفء اللقاء، ونحن نرتقب فجر التجدد.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية