يوم الحساب: نداءات الندم والتوبة

Img 20250206 Wa0063(1)

 

لـِ سها طارق 

 

يا له من موقف رهيب، يوم تُعرض الأعمال وتُكشف الحقائق، ويقف العبد بين يدي ربه مثقلًا بالذنوب. فيا ويلتي من يوم عصيب، كيف سأقابل ربي وأنا عبدٌ ضعيف؟”فأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه” (الحاقة: 25).

يا ويلتي لو جاء يوم الحساب، ونُهيت عن أخذ كتابي بيميني. يا له من عارٍ ثانٍ قد لبسته، “وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورًا”(الإنشقاق: 10-11). فيا ليتني كنت ترابًا فلا أواجه هذا اليوم. كيف لي أن أتحمل نظرات الخزي والعقاب؟ “ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون” (الزخرف: 77).

غرتنا الدنيا وأنستنا أننا سنُعرض ليومٍ مهيب. “فإذا جاءت الصاخة، يوم يفر المرء من أخيه” (عبس: 33-34). أضحك على عقولنا الشيطان بزينة مؤقتة وألهانا عن كل حرف سيُذكر في صحائفنا.”بل تؤثرون الحياة الدنيا، والآخرة خير وأبقى” (الأعلى: 16-17). كم أضعنا من الفرص في طاعة الله، وكم أهدرنا من الوقت في اللهو!

يا نفس، كفاكِ معاصي وأدركي أهمية الاستعداد ليوم الحساب؛ فالندم في ذلك اليوم لن يُجدي نفعًا. “يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدًا”(آل عمران: 30). تذكري أن كل لحظة تمر علينا هي خطوة نحو ذلك اليوم، وكل نفس نأخذه هو فرصة للتوبة. عودي إلى ربك وتذكري أنك راحلة، وأعدي زادًا ليوم الرحيل.”واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله”(البقرة: 281).

فلتكن توبتنا صادقة، ولنجعل من هذا اليوم بداية جديدة نتوجه فيها إلى الله بقلوب مخلصة؛ فالأمل في رحمة الله لا ينقطع، والفرصة للتغيير لا تزال قائمة.

عن المؤلف