الرسالة الأخيرة

Img 20250206 Wa0069

 

سهيلة أحمد عامر

في مساء خريفي هادئ، جلستُ قرب النافذة أراقب أوراق الشجر المتساقطة، بينما تمسّكتُ بورقة صفراء قديمة، تلاعبت بها أصابعي بتوتر. كانت رسالة… آخر رسالة من “آدم”.

 

كنتُ أعلم أنه لن يعود. مضى عامان منذ أن غادر دون وداع، تاركًا وراءه ذكرى ثقيلة وألف سؤال بلا إجابة. حين استلمت رسالته قبل يومين، لم أجرؤ على قراءتها فورًا. بقيت مغلقة، كما لو أنني أخشى الكلمات التي قد تحطم ما تبقى مني.

 

وأخيرًا، التقطتُ نفسًا عميقًا وفتحتُها.

 

“عزيزتي ليلى،

أعلم أنني رحلت دون تفسير، وأعلم أنكِ كرهتِني لذلك. لكنني لم أستطع أن أواجهكِ بالحقيقة… الحقيقة التي أخفتها عنكِ طويلاً. لم يكن رحيلي خيارًا، بل كان ضرورة. كنتِ ستكرهينني أكثر لو علمتِ السبب. لكني كنتُ أفضّل أن أكون ذكرى حزينة على أن أكون جرحًا غائرًا في قلبك.

سامحيني… أو لا تسامحيني. لكن اعلمي أنني أحببتكِ كما لم أفعل من قبل.”

 

سقطت الورقة من يدي، وشعرتُ كأنني سقطت معها. هل هذا يكفي؟ هل يبرر ذلك الغياب؟ لا إجابة. لا تفسير. فقط لغز جديد يضاف إلى قائمة طويلة.

 

لكنني ابتسمتُ، لأول مرة منذ عامين. لأنني أخيرًا، لم أعد بحاجة إلى إجابة.

 

لِـــسهيلة أحمد عامر .

عن المؤلف