كتبت ميسم فِراس.
يَلفِتُني أنّني “انتقائيةً، لا شيء يعجبني بنظرة،
لا أُحبّ الكَثرَة، وأستندُ على تفاصيلِ القلّة،
تُدهِشُني ذاتي كثيرًا !
وأحُبُّ من الميسَمِ اسمًا،
تلك الفتاة الّتي نسجَت حروفها بإبرَةٍ صغيرَة، هيهاتَ أدخلت العِبرَة إلى ثقبها من أوّلِ محاولةٍ عصيبة.
أُحبّ البشرَ بطريقةٍ غريبة،
وإن أجاز لي الصراحةَ فأقولُ:
كُلّ مَن يضبِطُ اسمي ويميّزهُ بآداةِ نداءٍ أو وضع ضمّة بنهايته، ليصبح”ميسمُ”، أَخُذ عنه الإنطباع الأول لكونهِ الشّخص المناسب ليضع بصمتِه في وُريقاتِ أيّامي،
فالّذي يهتمُّ بتفاصيلِ اسمي ويُضيفُ عليهِ البهجَةَ أظنّهُ قادرًا أن ينشِلُني من حُفَرِ الكدَرِ إلى سماواتِ الرّحبِ والسّعَة.
كان أحدهم عندما يُريدُني ينادي يا أيّتها الميسَم،
وكيف لي لا أناديهِ بتهذيبِ اسمهِ؟ بل وضعَ تلك البصمة الخيّرَة في الورقة الخامسة من نموذجِ حياتي. ودليلُ ذلكَ أنّني تذكرتهُ عندَ محاسِنَ وصفِ عباراتي.
فلِأُسطّر حتمًا أولُ ما يلفِتُني بإحداهم هي :
كيف يُنادي باسمي؟
أراني متقلّبةَ المزاجِ
بالفِعلِ.
لا شيءَ يُسلّيني،
أُحبّ الكُتبَ والعلمَ والحُروف ، أرى من خلفِ السِّتارِ ولا أرى ببصري المواقفَ من لحظةِ ما شاهدتْ، بل أرى ببصيرَتي وأحلّلُ الطّيّبَ مِنَ المكْرِ،
فلا أحكُمُ على أحدهم من لحظتِه،
بل أستبعدهُ قليلًا و أراهُ كيف ينظرُ إليّ مِن بعيد
فأحكمُ عليهِ هل سيبقى واقفًا على بابِ ورقاتي أو أدفعهُ بتخلٍّ لا ينساهُ
لستُ سهلةً، صعبة جدًا..
مَن يوافقُ رأيي وفِكري مُحال أن أجدهُ بسرعةِ تشذيبِ العهد.
من السّهلِ الحديثَ معي ولكن من الصّعبِ الوصولُ إليّ.
أراني معقّدةٌ ، سطحيّةٌ، فإن وصلتَ إلى عمقي فاعلم أنّك تستطيعُ معي.
وهذا مُحال، لم يحدث قط من قبل، ولن يحدثَ إلّا بعدما يتجدّدُ العهدَ والميعاد.
المزيد من الأخبار
لقاء غير متوقع
جروح
التعلق المرضي وتأثيراته