كتب الطاهر عبد المحسن
منذ أن دخلتِ حياتي، تغيّر كل شيء. تركت فنجان قهوتي المعتاد، ذاك الذي كان رفيقي الدائم في صباحاتي ومساءاتي، وملاذي من تعب الأيام وصخب الحياة. كان يحتضنني برائحته الدافئة، ويهمس لي بحكايات الراحة والسكون. لكن منذ حضوركِ، لم يعد كما كان، ولم أعد أحتاج إليه بالطريقة التي اعتدت عليها.
أصابته الغيرة، وعاتبني بصمت، كأنه يسألني: “كيف استبدلتِ دفئي بدفء آخر؟ كيف أصبحتِ تجدين الراحة بعيدًا عني؟ أنا الذي كنتُ أشارككِ كل لحظة، وأراقب عينيكِ تتأملان الحياة من خلالي!” ولم يكن لدي ما أجيب به.
لقد أخذتِ مكانه دون استئذان، أو ربما منحته لكِ دون أن أدرك. فدفء حديثكِ طغى على دفء فنجاني، وصوتكِ غمرني أكثر من صوت ارتشاف القهوة. أصبحتِ أنتِ البداية والنهاية ليومي، وصرتِ سكر صباحاتي وطمأنينة أمسياتي.
اليوم، أجد فنجاني ينظر إليّ بحزن، لكنه لا يعرف أنكِ أنتِ القهوة التي أرتشفها الآن. أنتِ تلك اللحظة التي أستمتع بها، والطاقة التي تدب في روحي. ربما أعود إليه يومًا، لكنني أعلم أنه لن يكون كما كان. وجودكِ ملأ حياتي بشيء مختلف، شيء لا يمكن أن يضاهيه أي فنجان.
فمنذ أن دخلتِ حياتي، أصبحتِ أنتِ قهوتي، دفئي، وراحتي التي لا أستغني عنها.
المزيد من الأخبار
لا تحرق نفسك
يصبح الصمت خيانة
استغفار