9 فبراير، 2025

رِحلة في عقل الكاتبة “فاطِمة أحمد محمد ” تَبـوح بِما وراء كواليس رحلتها الأدبية لأول مرة داخل مجلة إيفرست

Img 20250125 Wa0141

 

 

الصحفية: خديجة محمود عوض. 

 

بين حروفها تختبئ أسرار، وفي كلماتها تنبض حكايات لم تُروَ بعد.. في حـوار استثنائي مع الصحفية خديجة عوض، تكشف الكاتبة “فاطِمة أحمد محمد ” عن ملامح رحلتها الأدبية، التي تجاوزت حدود الورق، وجابت عوالم الفكر والإبداع.. هُنا، حيث تتقاطع العواطف مع الأفكار، وحيثُ يبوح القلم بما خُفيّ خلف الكواليس، لنُبحر معًا في رحلة تكشف عن جوهر الأدب العربي..

___

قبل أن نبدأ حوارنا هل لكِ تخبرينا بنبذة تعريفية عنكِ؟

 

– فاطِمة أحمد محمد.

بضعة أشهر وأبلُغ السبعةَ عشر عامًا.

شاركتُ في عملين مُجمعين أحدهما في معرض2024، كتاب مُجمّع عبارة عن مقالات بعُنوان”التُراث”وشاركت بقصّة لعام2025 في كتاب عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان”فوبيا”.

أخبريني في البداية، كيف تصفين علاقتك بالكلمات؟ هل ترين الكتابة مجرد وسيلة للتعبير أم أنها جزء من كينونتك الداخلية؟

الكتابة بالنّسبة لي جُزءٌ من كينونتي الداخلية، وأستخدمها للتّعبير عن ما لم أستطِع البوح به، أعتبرها امتداد لروحي وصوتٌ داخليٌ يُعبر عن عن تجاربي.

من أين تبدأ القصة بالنسبة لكِ؟ هل هي فكرة أولية، أم موقف حياتي، أم رحلة شخصية تقودكِ إلى الكتابة؟

– القصّة تبدأ من شرارة إلهام، وأفكار عابرة، مواقِف حياتيّة تلمس أعماقي، وأحيانا يكون مُجرّد تساؤل بسيط يقودني إلى بناء عالم متكامل من التّفاصيل.

هل تعتقدين أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير المجتمعي؟ وكيف تسعين لترك بصمة تؤثر على القارئ؟

بالتّأكيد الكتابة قوّة كافية تستطيع أن تهزّ المُجتمعات وتغيير الفِكر في بعض المُجتمعات، وأنا أسعىٰ لان تكون كتاباتي واقِعية تُلامِس القارئ، وتفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتأمّل.

ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتهِ في مسيرتكِ الأدبية، وكيف أثّر ذلك على كتاباتكِ؟

أكبر تحدي وهو التوفيق بين حياتي الشّخصية والكتابة وكيف أسعىٰ لكي أستحقّ لقب كاتبة، جعلني هذا التّحدي أكثر انضباطًا وتركيزًا أسعىٰ لقراءة ما يُفيدني وما يُزيد من حصيلتي اللغوية.

في عالم مليء بالتحولات السريعة، هل ترين أن الأدب يظل قادرًا على إحداث تأثير حقيقي على القراء؟

نعم الأدب يمتلك قدرة فريدة على الصّمود على أمام التحولات السريعة؛ لأنه يتحدّث عن القيم الإنسانية التي لا تتغيّر، بينمَا لا يُمكن للأدب أن يفنىٰ في أي زمن من الأزمان، لأنه لا يوجد أحد يخلو من صديقٍ يهجوه أو يمدحه أو يفتخر به.

كيف ترين الفجوة بين الأجيال الأدبية؟ وهل تعتقدين أن هناك تغيرًا واضحًا في أسلوب الكتابة بين الأجيال الحالية والسابقة؟

هناك فجوة بين الأجيال الأدبيبة، لكنّها طبيعية ومُثمرة، ولكلّ جيل لُغته الخاصّة في التّعبير عن قضاياه وتجاربه، لكن هذه الأجيال لا تُقارن بسابقتها؛ الأجيال الحالية تميل للمُباشرة والبساطة، بينما الأجيال السابقة أكثر تركيزًا على اللغة وقُوة التّعبير والبلاغة.

هل تجدين أن النقد الأدبي يمكن أن يكون قاسيًا أو مبالغًا فيه في بعض الأحيان؟ وكيف تتعاملين معه ككاتبة؟

النّقد الأدبي أحيانًا يكون قاسيًا، لكنّه جُزء أساسي من بناء مسيرة أي كاتِب، أنا أتقبّل النّقد البنّاء، النّقد القاسي أتقبّله من أشخاص أثِق في آراءها، وأتعلّم منه وأُكثر من تطّوري وتحسين أسلوبي ومُصطلحاتي.

أين ترين نفسكِ ككاتبة بعد خمس أو عشر سنوات؟ وما هي المشاريع التي تأملين تحقيقها خلال تلك الفترة؟

أطمح أن أطور من نفسي ككاتبة وأن أترك بصمة أكبر في عالم الأدب تستحقّ حصولي على لقب كاتِبة، ولديّ العديد من المشاريع في ذِهني منها روايات وأفكار جديدة واقِعية أتمنّىٰ أن أُنجزهم وأُحدث تأثيرًا إيجابيًا علىٰ القُرّاء.

هل أنتِ من الكاتبات اللواتي يؤمنّ بتخطيط القصص مسبقًا، أم أن الكتابة بالنسبة لكِ هي نوع من المغامرة غير المدروسة؟

أُؤمن بالتخطيط مُسبقًا وكتابة ومُراجعة ما خطّه قلمي، حيثُ أُوازن بين الاثنين، وأبدأ عادة بخطّة مبدئية لكنها تتحوّل مع الوقت إلى مُغامرة غير مُتوقّعة.

– تظل أفكار الكاتب معينًا لا ينضب، وجعبته لا تخلو من بوحٍ جديد، فهل ثمّة مشاريع أدبية تلوح في الأفق، تبشّر القرّاء بالمزيد من إبداعك؟

نعم هُناك مشاريع أدبية قيد الكتابة، وأحاول العمل على رواية جديدة تخصّ قضايا إنسانية معقدة تعبّر عن أبعاد مُختلفة للإنسانية.

ما النصيحة التي تقدمينها للكاتبات الشابات اللواتي يطمحن لإحداث تأثير حقيقي في مجال الأدب؟

أنصح بقراءة الكُتب المُهمة التي تُثري الحصيلة اللغوية والابتعاد عن الروايات التي ليس لها أي أهمية، أنصح أيضًا بقراءة الكُتب باللغة العربية الفُصحىٰ وليست العامّية لأنها لا تندرج تحت مُسمّىٰ الكتابة، وأنصح أيضًا بالتّجربة وعدم الخوف من الخطأ، وأن يكتُبن بشغف وصِدق؛ لأن الكتابة الحقيقية هي التي تنبع من القلب فتصل إلى القلوب.

عن المؤلف