الصحفية: خديجة محمود عوض.
بين حروفها تختبئ أسرار، وفي كلماتها تنبض حكايات لم تُروَ بعد.. في حـوار استثنائي مع الصحفية خديجة عوض، تكشف الكاتبة “أميمة الأعتقي” عن ملامح رحلتها الأدبية، التي تجاوزت حدود الورق، وجابت عوالم الفكر والإبداع.. هُنا، حيث تتقاطع العواطف مع الأفكار، وحيثُ يبوح القلم بما خُفيّ خلف الكواليس، لنُبحر معًا في رحلة تكشف عن جوهر الأدب العربي.
*هل لكِ أن تمدينا بنبذة تعريفية عنكِ؟
اسمي أميمة الاعتقي من المغرب، عمري عشرون عامًا، أدرس في السنة الأخيرة من سلك الإجازة، كما أنني كاتبة ناشئة.
*كيف تصفين علاقتك بالكلمات؟ هل ترين الكتابة مجرد وسيلة للتعبير أم أنها جزء من كينونتك الداخلية؟
علاقتي بالكلمات ليست فقط علاقة حبر على ورق، بل تتجاوز هذا كله، فالكلمات جزء لا يتجزأ مني، فبدونها لا يمكنني التعبير عن نفسي، كما أنني أعتبر الكتابة جزءًا لا يتجزأ من كينونتي الداخلية فهي بحر غرقت في أمواجه وفي عشقه، فلا أعرف للخروج منه طريقًا.
*من أين تبدأ القصة بالنسبة لكِ؟ هل هي فكرة أولية، أم موقف حياتي، أم رحلة شخصية تقودكِ إلى الكتابة؟
غالبًا تبدأ القصة من موقف حياتي يتشكل من موقف عابر، يجعلك تفكر فيه وفي طياته، يتحول إلى شعور يتملك قلبك، ثم يتطور ليصبح في النهاية قصة، فالكتابة رحلة ذات اتجاهات متعددة، حيث تتلاقى الأفكار، المواقف، والذكريات لتشكل معًا سطورًا تنبض بالحياة.
*هل تعتقدين أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير المجتمعي؟ وكيف تسعين لترك بصمة تؤثر على القارئ؟
بالطبع، الكتابة وسيلة قوية لتغيير المجتمع، فكلنا كبرنا مع القصص والمجلات والكتب التي لامست قلوبنا وغيرت شيئًا بداخلنا. في الحقيقة، أسعى إلى ترك بصمتي في القراء من خلال معالجة المواضيع التي تلامس قلوبهم وحثهم على التطوير والتغيير المستمر.
*ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتهِ في مسيرتكِ الأدبية، وكيف أثّر ذلك على كتاباتكِ؟
أكبر تحدٍ كان في البداية هو نشر المقالات والكتابات التي أكتبها، ففي عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل التي تشغل الجميع قل عدد القراء، ومع ذلك، أدركت أن الكتابة لا تتعلق فقط بالوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص، بل تتعلق بإيجاد القلوب التي تنبض بتوافق مع أفكارك.
*في عالم مليء بالتحولات السريعة، هل ترين أن الأدب يظل قادرًا على إحداث تأثير حقيقي على القراء؟
نعم، لا يزال الأدب قادرًا على إحداث تأثير حقيقي، على الرغم من التحولات السريعة في العالم، الأدب يستطيع أن يبقى مصدرًا للمعرفة والتوجيه، ومؤثرًا في حياة الناس، بفضل القصص والأفكار التي تحملها الكتابات، وما تعالجه من أفكار وقيم تحمل في طياتها ما يغير نفوس القراء ويترك بصمة فيهم.
*كيف ترين الفجوة بين الأجيال الأدبية؟ وهل تعتقدين أن هناك تغيرًا واضحًا في أسلوب الكتابة بين الأجيال الحالية والسابقة؟
لا شك أن هناك فجوة بين الأجيال الأدبية، حيث يختلف أسلوب الكتابة والتعبير مع كل جيل، الأجيال الحديثة تتأثر بتقنيات العصر الرقمي والتكنولوجيا، وتدور غالبًا في فلك السرعة والإيجاز، بينما الأجيال السابقة كانت تعتمد أكثر على الأسلوب التقليدي والتفاصيل الدقيقة، ومع ذلك، أعتقد أن كلا الأسلوبين يمكن أن يتداخلان، ويكون لكل جيل رؤيته الخاصة.
*هل تجدين أن النقد الأدبي يمكن أن يكون قاسيًا أو مبالغًا فيه في بعض الأحيان؟ وكيف تتعاملين معه ككاتبة؟
أعتقد أن النقد الأدبي هو جزء مهم في الكتابة، فبدونه لا يمكن أن نتطور، فإذا كان هذا النقد بناءً، فأتقبله وأعمل على تطوير وتحسين كتاباتي، كما أتعلم كيفية التمييز بين النقد الذي يمكنني الاستفادة منه وبين النقد الذي لا يضيف شيئًا حقيقيًا إلى مسيرتي الأدبية.
*أين ترين نفسكِ ككاتبة بعد خمس أو عشر سنوات؟ وما هي المشاريع التي تأملين تحقيقها خلال تلك الفترة؟
بعد خمس أو عشر سنوات، آمل أن أكون قد أنجزت العديد من الأعمال الأدبية التي تلامس قلوب القراء، أطمح أن أكتب كتبًا وروايات تجعل القارئ يخوض رحلة للاستمتاع واكتشاف مكنونات ذاته وللتصالح معها، بالإضافة إلى ذلك، أتمنى أن أتمكن من تطوير مشاريعي الأدبية.
*هل أنتِ من الكاتبات اللواتي يؤمنّ بتخطيط القصص مسبقًا، أم أن الكتابة بالنسبة لكِ هي نوع من المغامرة غير المدروسة؟
أرى أن الكتابة هي مغامرة غير مدروسة، فقد يُفقد التخطيط حس الإبداع للقصص، مما يجعلها نمطية ومملة، وعلى الرغم من أن للتخطيط دورًا مهمًا في تنسيق الأفكار، إلا أنني أرى أن سر وصول القصص لقلوب الناس هو الحس الإبداعي والتلقائي.
*ما النصيحة التي تقدمينها للكاتبات الشابات اللواتي يطمحن لإحداث تأثير حقيقي في مجال الأدب؟
نصيحتي لهن أن يتوكلن على الله ويبدأن رحلتهن، يجب أن يؤمنَّ بأصواتهن الخاصة وأن يستمرن في التعلم والنمو، الكتابة هي رحلة طويلة، والنجاح ليس محصورًا في عدد الكتب المنشورة، بل في القدرة على التأثير والإلهام.
*ما هي أهم المبادرات التي نفعتك في تطوير موهبتك؟ وهل لأترجة الأدب تأثير خاص؟
من أهم المبادرات التي ساعدتني في تطوير موهبتي هو حضور بعض الندوات والورشات سواء في الكتابة عامة، أم دورات في كتابة القصة القصيرة، كما أن أترجة الأدب كان لها تأثير خاص إذ منحتني الفرصة للتعبير عن ذاتي من خلال كتاباتي، كما ساهمت في تطوير كتاباتي من خلال الورشات التي نظمتها، كل الشكر والتقدير لأترجة الأدب.
المزيد من الأخبار
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة ملك خليل
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة خلود محمد
حوار مع الكاتبة أسماء صبحي: همسات تنبض بالإبداع