بقلم: الطاهر عبد المحسن
يا له من قمرٍ لا يشبه سائر الأقمار، قمرٌ يطلّ على الكون بجمالٍ محتشم، لا يبهر البصر بزيف لمعانه، بل يأسر القلوب بوقاره وحياء ضيائه.
ذاك القمر المنتغب، كأنه رسالة من السماء تروي لنا حكاية الحسن الذي يزدان بالستر، والجمال الذي لا يحتاج إلى بهرجةٍ ليُبصره الناظرون.
في ليلةٍ هادئة، عانقتُ السماء بعيني، فبدا لي ذلك القمر كأنه عروس تتلفع بحجابٍ نقي، تتحدث بنورها عن نقاء القلب وصفاء الروح. لم يكن جماله في كمال ظهوره، بل في الحجب الذي زاد من سحره، كأنه يقول: “ليس كل ما يُرى يُدرك، وليس كل ما يُبهر يُمسك”.
علّمنا ذلك القمر أن الحياء ليس نقصًا، بل تمام الكمال، وأن الستر ليس غيابًا، بل حضورًا بهيًا.
كلما نظرت إليه، تساءلت: هل نحن من فقدنا قدرة إدراك هذا الجمال أم أن الحياة أضحت تفتقر إلى معانيه؟
ذاك القمر المنتغب، قصةٌ من نورٍ تُروى في صمت، وتترك في القلب أثرًا لا يُمحى.
بقلم: الطاهر عبد المحسن
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات