رواية “أبناء الظلال والنور” لـ حور حمدان بين رفوف دار نبض القمة مجلة إيفرست

Img 20250117 Wa0012

 

 

حوار: عفاف رجب 

 

ترى كاتبة اليوم أن الكتابة هي أداة تعبير عن الأفكار والمشاعر، وهي وسيلة لإيصال صوت الكاتب إلى العالم. بالنسبة لها الكتابة هي تفاعل مع الحياة، تمنح الكاتب القدرة على التفاعل مع الواقع، وتشكيل عوالم من الخيال، وربما تسهم في التغيير الاجتماعي أو النفسي. أما الأدب بشكل عام، فهو مرآة للمجتمع ولتجارب الإنسان في مختلف الأزمنة والأماكن. هو الفن الذي يحمل في طياته ثراء فكريًا وعاطفيًا، ويعكس المواقف الإنسانية بشكل يعجز عن نقله أي فن آخر. الأدب يتنوع في أشكاله بين الرواية، والشعر، والمسرح، وكل نوع يحمل رسائل أو رؤى تلامس جوانب من حياة الإنسان.

 

إليكم ضيفة الدار والمجلة الجديدة حور حمدان، يصدر لها هذا الموسم رواية بعنوان “أبناء الظلال والنور” بين طيات دار نبض القمة.

 

حور حمدان، ابنة محافظة دمياط، بدأت رحلتها مع الكتابة منذ سن الحادية عشرة، حين كانت تكتب دون وعيٍ كامل بما تفعله، فقد كانت مجرد محاولات بسيطة للتعبير عما يدور في داخلها. ومع مرور الوقت، اكتشفت أن ما تكتبه ليس عشوائيًا، بل هو موهبة تحتاج إلى صقلٍ وتطوير.

 

بدأت بتنمية هذه الموهبة عبر القراءة المستمرة، التي كانت نافذتها الأولى لفهم العالم الأدبي بعمق. وفي سن الثالثة عشرة، شرعت في كتابة الروايات. لم تكن محاولاتها الأولى متقنة، خاصةً فيما يتعلق بالسرد، لكنها كانت مصممة على التعلم والتطور.

كانت مترددة في البداية بشأن عرض كتاباتها للعالم، إلا أن اليوم على يقين تام بأن هذه المحاولات ليست سوى الخطوة الأولى نحو طريق طويل من الإبداع، وبأن الأفضل لم يأتِ بعد.

Img 20250117 Wa0010

إلى النص:

 

_كيف بدأتِ مشوارك الأدبي؟ ومتى؟ وما هي أصعب المواقف التي مررتِ بها؟

 

بدأت مشواري الأدبي حين كنت أبلغ من العمر أحد عشر عامًا، ولكنني لم أكن أعرف ما الذي أكتبه، فقط كان مجرد كلام بلا معنى. كنت فقط أحب الكتابة كما أحب القراءة، ولكن عندما أصبح عمري ثلاثة عشر عامًا بدأت أكتب بشكل صحيح. فقدان الشغف كان أصعب مرحلة مررت بها، وبسببها اعتزلت الكتابة لمدة عام، ولكنني استعدت شغفي وعدت للكتابة من جديد.

 

_ما سبب تسمية الرواية بهذا الاسم؟ وما هي فكرة العمل؟ ومن أين بدأت لك فكرة الرواية؟

 

أولًا، نوع الرواية فانتازيا. سبب تسمية الرواية بهذا الاسم هو أن الأبطال كانوا من ذلك العالم، عالم الظلال والنور. وإن سألتموني لماذا اخترت “الظلال” وليس “الظلام”، فالإجابة هي أن الفرق بين الظلال والظلام هو أن الظلال شيء شفاف، وهذا هو عالم الرواية، أما الظلام فهو شيء مظلم تمامًا. فكرة الرواية تدور حول صراع أبدي بين النور والظلال داخل عالم خفي مليء بالأسرار. هذا العالم يستدعي أبطالًا محددين ليكونوا ملوكه، وهم أشخاص عاديون يتم اختيارهم بسبب قوة مخفية بداخلهم. الرواية تطرح تساؤلات عن القوة، المسؤولية، الحب، والخيانة، وكيف أن التوازن بين الخير والشر ليس مجرد قتال، بل قرار يصنعه الأفراد. في النهاية، يكشف الظلال عن غاياته الحقيقية، تاركًا الأبطال أمام اختيار قد يغير مصير العالم كله. فكرة الرواية جاءت من دمج عناصر الخيال والفانتازيا مع مفاهيم فلسفية عن النور والظلام، وكيف يمكن للقوى المتناقضة أن تتصادم وتخلق تحديات وصراعات. كنت أفكر في فكرة أن الشخصيات العادية يمكن أن يكون لها قدرات خارقة دون أن تدرك ذلك، وكيف أن عالمًا غامضًا يختارهم للعب أدوار مهمة في مواجهة قوة مظلمة تهدد الوجود.

Img 20250117 Wa0013

_هل حدثتني وبشكل مبسط عن شعورك حينما تم اختبار روايتك للنشر؟ وكيف كان التعامل من قبل دار “نبض القمة”؟

 

آه، شعوري كان مختلطًا. أرسلت الرواية للتقييم يوم 1/12، ومنذ ذلك اليوم وحتى 9/12 كنت أبكي باستمرار. كنت قلقة جدًا، رغم أنني واثقة في العمل، لكنني كنت أخشى أن يكون الرد بغير الموافقة فـَ هذا تعبي لسنة وأكثر. وعندما وصلني الخبر بالموافقة على العمل، بكت عيوني من الفرح لأن ذلك كان بداية جديدة لي. أما التعامل مع دار “نبض القمة”، فهو قمة في الجمال حرفيًا.

 

_لماذا اخترت دار “نبض القمة” بالتحديد؟ وما الذي يوجد بها دون غيرها من الدور الأخرى؟

 

منذ ثلاث سنوات، عندما دخلت المجلة، أخذت عهدًا على نفسي أن يكون “نبض القمة” هو المكان الذي أنشر فيه أول كتاب لي. إذا كانت الرواية قد رُفضت، كنت سأعمل على تحسينها أو كتابة واحدة جديدة. التعامل مع هذه الدار رائع، فهي بمثابة عائلة ثانية لي. كل شيء يتم مناقشته بصدق ودعم، حتى تصميم الغلاف كان مرهقًا للمصممة حتى وصلنا إلى النتيجة التي كنت أريدها. أشكر كل من عمل معي في هذه الدار، مثل الدكتور وليد عاطف، والأستاذة سارة الببلاوي، والأستاذة قمر الخطيب، والأستاذة هبة.

 

 

_إلى ماذا تطمحين في الفترة المقبلة؟

 

أفضل أن أترك طموحي مفاجأة.

 

_الكتابة والقراءة وجهان لعملة واحدة؛ لمن تقرأ الكاتبة؟ وما الذي يجذبها من أنواع الكتب؟

 

أقرأ للدكتور عمرو عبد الحميد، والدكتورة حنان لاشين، والدكتور أحمد خالد توفيق، والدكتور أسامة المسلم، والدكتور أحمد خالد مصطفى. ما يجذبني هو الفانتازيا والرعب.

 

_هل لنا بنصيحة منك للكاتب الذي في بداية طريقه؟

 

أول نصيحة أود أن أقدمها للكاتب الذي في بداية طريقه هي أن يتحلى بالصبر والمثابرة. الكتابة ليست مجرد موهبة، بل هي مهارة تحتاج إلى تعلم مستمر وممارسة. لا تتوقع أن تجد الكمال في بداياتك؛ بل استمتع بالتجربة وكن صادقًا مع نفسك ومع أفكارك. حاول أن تكتب بصدق، حتى وإن شعرت أن كلماتك غير مثالية، فالكمال يأتي مع الوقت والتطوير. كما أن القراءة المستمرة هي جزء أساسي من عملية الكتابة، لأنها توسع آفاقك وتغني مفرداتك. وأخيرًا، لا تخف من الفشل أو النقد، فكل تجربة تقودك إلى تطور أفضل.

 

_كلمة أخيرة لقراء مجلتنا الأعزاء؟

 

أود أن أقول لكم: الكتابة هي جسر بين القلوب والعقول، وهي أكثر من مجرد كلمات على صفحات، إنها وسيلة للتواصل والنمو. فاستمروا في القراءة والتفكير، ودعوا الأدب يكون نافذتكم نحو عوالم جديدة. شكرًا لكم على دعمكم، فأنتم جزء من رحلة الكتابة والتطور، وأتمنى أن تجدوا في كل كلمة معنى يلهمكم، ويحفزكم على السعي وراء أحلامكم.

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة حور حمدان فيما هو قادم لها إن شاء الله.

 

 

 

 

 

عن المؤلف