حوار: الشيماء أحمد عبد اللاه
في عالم الأدب، يظل الكتاب نافذة نطل من خلالها على أحلامنا وهمومنا، على حكاياتنا وجروحنا.
الكاتبة سارة عبده محمود أحمد اختارت من خلال ديوانها “شباك بيطل على الدنيا” أن تفتح لنا نافذة جديدة تحمل في طياتها قصائد مليئة بالعمق والإحساس.
فازت سارة بالمركز الرابع جمهورياً في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة، ويعد هذا العمل بمثابة شهادة على موهبتها الفذة وإبداعها المميز.
في هذا الحوار، نغوص في عالمها الأدبي ونكتشف ما وراء كواليس هذا الديوان الذي لفت الأنظار في معرض القاهرة للكتاب.
كيف كانت بداية رحلتك في عالم الكتابة؟ وما الدافع الذي قادك لكتابة “شباك بيطل على الدنيا”؟
بدأت رحلة الكتابة مذ كنت في التاسعة من العمر، حينها كتبت أول موضوع تعبير لي، لينال إعجاب معلم اللغة العربية في فصلي، وكان قد سبق ذلك حبي للقراءة، من القصص وأناشيد المدرسة، وقد غرس فيّ هذا الحب خالي والذي كان معلماً للغة العربية، وحين رأى موضوع التعبير اكتشف فيّ موهبة الكتابة، وفي عمر الثانية عشر كرمت من المدرسة في كتابة الشعر بعد عدة قصائد مبتدئة في شعر الفصحى، ومن هنا كانت بداية طريقي في كتابة الشعر.
حين وصلت لمرحلة الجامعة في الفرقة الأولى تحديداً تطرقت في الكتابة إلى شعر العامية المصرية، وبدأت بكتابة المشاكل التي أراها من حولي بكلمات موجزة ومعبرة في نفس الوقت، كما ساعدني في اختيار المواضيع صديقي مؤسسة مبادرة نعم تستطيع “أ/ محمد مصطفى”.
وقد وجدت نوعاً من الرتابة في شعراء قد اقتصرت مواضيعهم على الحب والرومانسية فقط لا غير، فدائماً ما كنت أرى الشعر وسيلة لإيصال الرسائل المهمة بأسلوب سلس ومحبب للآذان، ولهذا قررت التحدث عن مشاكل المجتمع التي نواجهها كأبناء هذا الجيل وأبناء هذا الوطن، وأخذتها مسؤولية على عاتقي.
ديوانك حصل على المركز الرابع جمهورياً؛ كيف استقبلت هذا الإنجاز وما أثره عليك شخصياً وأدبياً؟
أولاً هذا من فضل ربي سبحانه وتعالى، ثم أما بعد…
كان أثره قوي جدا علي، وخصيصا أنني كنت أصغر فائزة في شعر العامية بالأخص، وفي المسابقة عامة، ولقائي بالوزير وحديثي معه ورؤيته لي أنني فتاة مجتهدة رغم صغري سني وهو واحد وعشرون عاماً، وسط أناس جميعهم أكبر مني عمرًا وخبرة، رغم بعد المسافة وأنني من محافظة المنيا، فقد غرس في ثقة بالذات كبيرة جداً، والتشجع للمشاركة في مسابقات أخرى، كمسابقة إبداع وحصدت مركزاً على مستوى الجامعة وتأهلت لمهرجان إبداع على مستوى الجمهورية.
ومشاركتي في مسابقة دار المعارف في مراكز الشباب والرياضة وتأهلي على مستوى الجمهورية.
وفرصة مشاركتي في كتاب حكايات ومواويل النيل، والذي تم توزيعه في مؤتمر أدباء مصر بحضور وزير الثقافة، ورئيس جامعة المنيا، ومحافظ المنيا ونخبة من أفضل شعراء مصر.
لقد كان انتصارا كبيرا لي في هذا العمر والفضل يعود لله ثم للشاعر الأستاذ محمد المساعيدي والذي أصر علي وشجعني للمشاركة في هذه المسابقة.
من أين استلهمت أفكار وقصائد الديوان؟ وهل هناك رسالة محددة تسعين لإيصالها للقراء؟
من أحداث الحياة التي تجول حولنا، وسماعي لقصص الآخرين الذين كنت أقابلهم في وسائل المواصلات، أو حتى في وسائل التواصل الاجتماعي.
لأتطرق أكثر في كل موضوع وأقرأ عنه، ولا أجدني إلا وأنا أكتب القصيدة، لأجد نفسي في كل مرة أحل محل صاحب أو صاحبة القضية، وقد دعيت لعدة لقاءات تليفزيونية على أكثر من عشر قنوات، ومؤتمرات في أماكن مختلفة، لأعبر فيها بلغة الشعر عما يجول في المجتمع والواقع الذي نعيشه.
أردت إيقاظ هذا الجيل من غفلته، مدافعة عن المطلقة، ومتحدثة بلسان من أطلقوا عليها اسم عانس لمجرد أنها تود أن تختار الشخص المناسب، وبلسان ذوي القدرات الذين أتهموهم أولئك معاقي الضمير بالمعاقين، وتجرؤا عليهم بالتنمر، وراوية لما يحدث بالتفصيل في مواقع التواصل الاجتماعي بإيجاز، وعن فلسطين وأطفالها وأرضها الباكية، ليرى القارئ حياة كل شخص منهم نصب عينيه حين يقرأ قصائد الديوان.
كيف كانت تجربتك في التعاون مع دار كيانك للنشر؟ وما دورهم في دعم هذا العمل؟
كانت تجربة مميزة بالنسبة لي.
فقد اقترح علي “دكتور/ محمد أبو زيد” أن ينشر عمل لي من أعمالي الأدبية، ولثقتي بهم قررت نشر ديواني الأول معهم.
ليتكلفوا بالديوان بالكامل من طباعة وتنسيق للديوان وغلاف، ليخرج على أكمل وجه.
أتوجه بالشكر الجزيل لصديقي “الدكتور محمد أبو زيد” على هذه المعاملة الطيبة.
بعد هذا الإنجاز، ما خططك المستقبلية في مجال الكتابة؟ وهل تعملين على مشروع جديد حاليًا؟
خططي الحالية هي المشاركة بالديوان في أكبر عدد من المسابقات الأدبية.
كما أنني أعمل على عدة أعمال أخرى تناقش قضايا مجتمعية مثيرة ومختلفة، سواء في أدب الطفل لتخصصي فيه، ورواية اليافعين والتي أعمل عليها فترة بعنوان ” كوكب للفتيات فقط”، ورواية عميقة أعمل عليها منذ سنوات لإيصالها للنور بعنوان “سمراء” والتي أتوقع منها نجاحا عظيماً.
مشروعي في الوقت الحالي هو الكتابة في أدب الطفل من قصص وأغاني أطفال، وسأكشف قريبا عن مفاجأة كبيرة أحضرها في هذا المجال.
وفي ختام هذا الحوار، تظل سارة عبده محمود أحمد إحدى الأسماء التي تشع في سماء الأدب، تفتح لنا نوافذ جديدة نطل من خلالها على الحياة والروح.
ننتظر منها المزيد من الإبداعات التي ستظل تلامس قلوب القراء، وتثبت مكانتها في عالم الأدب الذي لا يحده زمان أو مكان.
المزيد من الأخبار
الكاتبة رقية القرشي في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية
حوار خاص في مجلة إيفرست الأدبية مع “منة مجدي”
رَوان محمد في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية