حوار: الشيماء أحمد عبد اللاه
في قلب معرض القاهرة الدولي للكتاب، يبرز اسم الكاتب الشاب إسلام محمد كواحد من ألمع النجوم الأدبية الصاعدة.
روايته الجديدة، بروميثيكا، ليست مجرد عمل أدبي، بل هي نافذة إلى عوالم مدهشة تجمع بين الفلسفة والخيال والواقع.
في هذا الحوار المميز، نغوص مع الكاتب في أعماق هذه الرواية ونكتشف أسرارها وخبايا إبداعه..
كيف كانت البدايات الأدبية لإسلام محمد؟ وما الذي قادك إلى كتابة بروميثيكا؟
بداياتي الأدبية كانت امتدادًا لعلاقة وثيقة جمعتني بالأدب منذ نعومة أظافري، كنت أجد في الكتب ملجأً مثاليًا للهروب من ضوضاء العالم الخارجي، حيث كنت أغوص في عوالم مليئة بالمغامرات، الحوارات العميقة، والشخصيات التي تسكن الخيال، لم يكن الأمر مجرد قراءة بالنسبة لي؛ بل كان شغفًا حقيقيًا يُترجم إلى محاولة الإمساك بالقلم وترجمة تلك المشاعر المتدفقة إلى كلمات منمقة على الورق.
أما عن بروميثيكا، فقد كانت أشبه برسالة أردت إيصالها عن الصراع الداخلي للإنسان في مواجهة قيوده، سواء كانت نابعة من الخارج أو من أعماقه، الفكرة وُلدت من تأملي لتحدياتنا كبشر، وكيف نسعى للحرية رغم القيود، ونواجه ذواتنا وسط عواصف الحياة… أردت من خلالها أن أقدم شيئًا يستفز تفكير القارئ ويُشعل بداخله تساؤلات وجودية، تمامًا كما حدث معي أثناء كتابتها.
روايتك بروميثيكا تحمل اسمًا يثير الفضول. ما المغزى وراء هذا العنوان؟ وكيف يرتبط بمضمون الرواية؟
اختيار اسم بروميثيكا لم يكن عشوائيًا؛ فهو يحمل في طياته إشارة رمزية عميقة، العنوان مستوحى من أسطورة بروميثيوس الإغريقية، الذي سرق النار من الآلهة ليمنحها للبشر، متحديًا سلطتهم ليجلب النور إلى الإنسانية، رغم العقاب القاسي الذي واجهه.
العنوان يجسد رحلة الشخصيات في الرواية التي تبحث عن الخلاص والنور وسط ظلال الظلم والقيود. إنه يعكس جوهر الإنسان الذي يتحدى حدوده ويواجه قدره بشجاعة، مهما كان ذلك محفوفًا بالمخاطر.
أردت من خلال هذا العنوان أن أثير التساؤلات داخل القارئ قبل أن يفتح الصفحات الأولى للرواية، ليبدأ في التفكير: ما هي النار التي نبحث عنها جميعًا؟ وهل نحن مستعدون لتحمل العواقب من أجل امتلاكها؟
يتسم أسلوبك الأدبي بالجمع بين الفلسفة والخيال. ما الرسالة التي تود إيصالها للقارئ من خلال هذا المزج الفريد؟
الرسالة التي أود إيصالها من هذا المزج هي أن الحياة ليست مجرد واقع جامد أو أسئلة فلسفية مُعلّقة؛ بل هي مساحة للتساؤل، للتجربة، وللخيال الذي يمنحنا الأمل والمعنى. الفلسفة تمنح النص العمق، بينما يُضفي الخيال عليه الحيوية والحرية، ليشعر القارئ أنه ليس فقط جزءًا من القصة، وإنما شريك في رحلتها.
كيف ترى دور الكاتب الشاب في المشهد الأدبي الحالي؟ وما هي التحديات التي واجهتها أثناء كتابة ونشر بروميثيكا؟
أرى أن دور الكاتب الشاب في المشهد الأدبي الحالي يتمثل في كسر القوالب التقليدية وإعادة تعريف الحدود بين الأنواع الأدبية؛ فنحن ككتّاب شباب نعيش في عالم يتغير بوتيرة سريعة، مما يمنحنا فرصة لنقل أصواتنا بطرق جديدة تعكس روح العصر، وفي الوقت نفسه نعيد النظر في القضايا الإنسانية التي تتجاوز حدود الزمن… دورنا ليس فقط أن نكتب، بل أن نكون مرآة تعكس مخاوف المجتمع وآماله، ونفتح أبوابًا لحوارات فكرية جديدة.
أما بالنسبة للتحديات، فقد كانت كتابة بروميثيكا أشبه برحلة مضنية لكنها مليئة بالتعلم، التحدي الأول كان في التوفيق بين الفلسفة والخيال؛ أن أخلق عالماً خيالياً غنياً بالأحداث دون أن أضحي بالعمق الفكري… كان عليّ أن أتأكد أن كل فكرة فلسفية تنسجم مع سياق القصة، دون أن تصبح تعقيدًا يثقل القارئ.
أما على صعيد النشر، فالتحديات كانت أكثر ارتباطاً بتقديم العمل للساحة الأدبية؛ فالسوق مزدحم، ولإيصال صوتك ككاتب شاب تحتاج إلى المثابرة والصبر، هناك تحدٍ في العثور على دار نشر تؤمن بعملك، وفي الوقت نفسه، كسب ثقة القراء الذين قد يترددون في تجربة عمل جديد لكاتب غير معروف على نطاق واسع.
لكن بالرغم من كل ذلك، أؤمن أن كل عقبة كانت جزءاً من التجربة، وفي نهايتها قدم فنًا روائيًا باسم: بروميثيكا وهو ما أفتخر به، وأتمنى أن يترك أثراً لدى القراء.
أخيرًا، ما طموحاتك المستقبلية في عالم الكتابة؟ وهل لديك مشاريع أدبية جديدة تود الكشف عنها؟
في الوقت الحالي، أركز على الانتهاء من الجزء الثاني من رواية دُمى الشيطان، وهو جزء من سلسلة بُستان الجحيم، هذا المشروع يعني لي الكثير، لأنه استكمال لرحلة مليئة بالأسرار والمفاجآت التي بدأتها مع القراء، وأتطلع بشغف إلى تقديم المزيد من التطورات غير المتوقعة في هذا العالم.
أماكن تواجد الرواية في المعرض:
صالة 2
جناح C26 دار كيانك للنشر والتوزيع
المزيد من الأخبار
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة ملك خليل
مجلة إيفرست الأدبية تستضيف المبدعة خلود محمد
حوار مع الكاتبة أسماء صبحي: همسات تنبض بالإبداع