9 فبراير، 2025

إنسان غير آدمي

Img 20250107 Wa0029

كتبت: زينب إبراهيم 

 

وجدت فتاة يبدو عليها الشجن الدفين، فاستخبرت عن تلك الحالة المزرية التي آلت إليها قائلة: ما الذي يجري معكِ يا فتاة؟ 

كأنها عثرت على من تنفث غضبها به دون معرفة هويتي إن كنت فتاة أو شاب؛ لأنها كانت كمن يصرخ في وجه من يجرؤ على سؤالها عما يحدث معها، فكانت كلماتها عاصفة هبت وقضت على الأخضر واليابس: أنتم جميعًا خائنون ولا تقدرون القلب الذي يحب بصدق وإخلاص، حتى أنكم تفضلون القاسية أفئدتهم والحادة ألسنتهم مثلكم، ما الذنب الذي اقترفته حتى ألقى ما لقيته منه؟ هل لأنني أحببته أكثر من نفسي؟ لماذا هشم روحي ورحل دون الإفصاح عما ينويه من ندوب مدثرة بين ثنايا قلبي الكليم؟ أأنا كنت أستحق تلك الشظايا التي نشبت بداخلي فور هجره لي؟ هل الذنب بنا أم بعيون لا تبصر الهوى وقلوب لا تستشعر الوفاء؟ 

ظلت تسرد أسئلة لا حصر لها والتي لا أجد إجابة لها، حتى إنها لا تترك فرصة للرد؛ لأنها كانت كالقنبلة الموقوتة التي وجدت من فعل جرس الانذار لحريق اندلع في دقائق معدودة، فكنت كالطفل الصغير الذي يوبخ من والده وعليه أن ينصت إلى أن ينتهي ويرحل دون أن يتفوه بكلمة واحدة؛ لكن وجدت ذاتي اجيبها حينما صمتت لبرهة: أنتِ الخاطئة عزيزتي، فإن بني الرجال الذين لا يملكون الرجولة لا يستحقون أن تبذلين ذرة حب واحدة وتهدرينها في سبيل إسعاده وهو لم يفعل الممكن لجعلكِ تشعرين بالطمأنينة في حضوره؛ لكن تلك المرآة العمياء التي تعكس شخصية غانية عن التعريف من جمالها لا تلام، فأنتِ من تسببتِ بجل تلك الرضوخ إليكِ أين هو ملاذكِ الذي تتحدثين عنه؟ 

لقد رحل تاركًا ورائه قلب يدمي، ورح تحتضر، وعيون دامعة طيلة الوقت، يدين منصوبة إلى السماء تدعو عليه لا إليه؛ فإنه إنسان غير آدمي لم يقدر قيمة ذلك الفؤاد الذي جرح، وفي الحقيقة يكن له كل المودة والعشق الذي يملأ الدنيا جلها؛ فالاختيار الخاطئ يحدث أكثر من ذلك، بل عليكِ أن تختارين بعناية من يسكن قلبك قبل أن تعشقينه أو ترينه فارس أحلامك الذي يأتي على حصانه الأبيض طائرًا بكِ نحو السعادة والأحلام الوردية التي قد تهدم فوق رأسك في غمضة عين.

عن المؤلف