بقلم: سارة عماد.
في زحمة الحياة، حيث تتراكم الأفكار وتتداخل الألوان، قلبٌ تائهٌ في تلك الدروب، كانت الدروب مليئة بالأسرار، كل زقاق يحمل قصة، وكل زاوية تحتفظ بابتسامة أو دمعة، سكنتني الذكريات، تلك اللحظات اللامعة من الفرح والألم، وكنت أبحث عن شيء في كل عابر سبيل؛ كأنني أبحث عن قطعة من روحي تاهت بين زحام البشر، تلك الدروب كانت كالمرآة، تعكس حكاياتي وأسئلتي، تاه قلبي في كل منعطف، يأمل أن يجدني في ظل شجرة كبيرة، أو على ضفاف نهر هادئ، أرتشف من مياه الذكريات، أستعيد لحظات السعادة التي كانت تضيء لي الطريق، وأشعر بالسندات التي كانت تظلني في أقصى أوقات الضعف، وفي كل مرة كنت أعتقد أنني فقدت الطريق، كانت النجوم تتلألأ في السماء، تهمس لي بأن الأمل لا يفارق قلبًا يحب، كانت تجمعني الأقدار بالناس، كل واحد منهم يحمل قصة، وكل قصة تعلمني درسًا جديدًا، أحيانًا كنت أجد الحب في أصغر التفاصيل: ابتسامة من غريب، أو لمسة من صديق، وبينما أستمر في استكشاف تلك الدروب، أدركت أن الضياع ليس دائمًا سيئًا؛ فأحيانًا يحمل في طياته اكتشاف الذات، تعلمت أن أستمع لصوت قلبي، الذي لم يتوقف عن الخفقان رغم كل العواصف، كان يناديني للعودة إلى نفسي؛ ليذكرني بأن الطريق قد يكون طويلًا، لكن كل خطوة تأخذني نحو ما أريده فعلًا، ولمّا تاه قلبي، وجدت فيه شجاعة لاستكشاف جوانب جديدة من وجودي، تتجلى فيها الخسارات والانتصارات، ويعلو فيها صدى الضحكات والأحلام، عندما أعود إلى تلك الدروب، لا أراها مرعبة، بل أراها مألوفة؛ كأنني أعود إلى منزل قديم أحببته.
في النهاية، فقد وجد قلبي طريقه إلى النور، وأدركت أن الطمأنينة داخل القلب، والقدرة على مواجهة المجهول، واستقبال كل ما يحمله الزمان بحب وصدق.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات