حوار: عفاف رجب
ترى موهبة اليوم أن الكتابة هي الحرية، العالم الذي تكون فيه على طبيعتها، تقول فيه كل شيء دون خوف، أما عن الأدب فهو الوسيلة التى تفهم من خلالها أنفسنا ومن حولنا، نحاول إيصال مشاعرنا من خلاله إلى الجميع، تأثرت أيضًا بمقولة: “الكاتب هو الشخص الذي يستطيع أن يكتب عن ألمه ليجعل الآخرين يشعرون به.”
زينب محمد عبدالله خريجة لغات وترجمة ٢٠٢٤، من القاهرة، صاحبة الـ ٢٢ عامًا، تصنف نفسها كـ كاتبة وروائية كونها تحب الكتابة من صغرها، بالإضافة إلي حبها الحكايات والدراما والرومانسية والغموض والرعب، لها العديد من الأعمال حيث شاركت في كتابين مجمعتين هما؛ “دكتور رعب ٣” و “٨ملّي”، روايتها المنفردة بعنوان “قدر” التى تم إصدارها عام ٢٠٢٢.
هي رواية تأتي من اسمها “قدر” رومانسية: أحداثها بسيطة وسلسة بحكم أنها أول أعمالها، واردت أنها تنزل لأن أي شخص يقدر يفهمها و يقرأها ويحبها.
تحكي عن أقدارنا وإن هل فعلاً لو مكتوب لنا شيء مهما عدى عليهم سنين ستحصل ! وإذا أصبح ف أيدينا أننا نغير القدر سنغيره أم سنتمسك به؟
تدرو حول فتاة تدعى “اهداء” و البطل “آسر” وهؤلاء الأبطال هم من يشاركوا الكاتبة كل شيء في حياتها.
هم أبطال اسكريبتاتها التى كانت تقوم بنشرها على السوشيال ميديا، هم أبطال حكاياتها عموماً، ولا تستغني عنهم أبدًا.
وأما عن تجربتها مع الكتب المجمعة قالت: “هذا كان بفضل الكاتب “أحمد طارق التوني” الصراحة، اتعرفت عليه في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٢، كنا نازلين مع نفس الدار كل واحد بالكتاب الخاص به، ولسبب ما اتكلمنا وبدأ يشرحلى فكرته عن الكتاب المجمع الذي سيصدره وأنه يريد أن يعمل علي نهاية السلسلة وهكذا، ف حسيت رغم خوفي من الرعب جداً خصوصاً ما يفعله عقلي، ووافقت، لا أدري من عرض على الاخر المشاركة في “دكتور رعب٣” ما أتذكره إني كنت متوترة من كتابة مقال رعب باختلاف لوني المعتاد “الكاتب يكتب اي حاجة” وللتنوع دائماً مطلوب، ومن هنا دخلت وعملنا الكتاب و كسر المعرض وقتها الحمدلله و يوم المعرض احنا قررنا اننا سنعمل الكتاب التاني في المعرض السنة القادمة”.
والآن حوارنا مع الكاتبة زينب محمد…
_بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتب، حدثنا عن هذا الجانب وهل تحدد مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟
بدايتي مع الكتابة كانت بسيطة جدًا، لكنها كانت مليئة حب وشغف. من وأنا طفلة صغيرة، كنت دائمًا أحب الحكايات، وأشعر بداخلي شيء أريد أن أقولها للعالم حتى لو كانت مجرد خيال. بدأت أكتب روايتي الأولى “قدر” وأنا عندي 15 سنة، وكانت كلها بالعامية، مجرد محاولة بريئة للتعبير عما بداخلي. لكن مع الوقت، ومع قراري في 2019 إني أتعمق أكتر وأخد ورشة كتابة، بدأت أفهم معني كتابة حقيقية. من هنا بدأت غيث الكاتب فعلاً، كأني بكتشف نفسي من جديد.
_لمَ بدأت بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟
بدأت الكتابة لأن عندي كان بداخلي أشياء لازم تخرج، تحركني دائمًا للتعبير، للحكي، ولخلق عوالم جديدة. كنت دائمًا أرى الكتابة وسيلة أتواصل بها مع نفسي ومع العالم. اليوم أكتب لأن الكتابة ليس مجرد شغف، الكتابة بقت جزء من هويتي. هي الشيء الذي يجعلني أتنفس، أهرب من الواقع أحيانًا، وأواجهه أحيانًا أخرى. والكتابة بالنسبة لي دائمًا لها هدف، سواء كانت رومانسية، غموض، أو حتى رعب، دائمًا أحاول أوصل إحساس معين للقارئ، إحساس يفضل معي حتى بعد ما يقفل الكتاب.
_هل واجهتِ بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟
أكيد، مثل أي بداية كان فيها تحديات. واحدة من أصعب اللحظات لما كنت في نهاية ورشة الكتابة، وكان المفروض يختاروا واحد فقط من المشاركين لمشروع نشر، ولم يتم اختياري. شعرت بخيبة أمل، ولكن في نفس الوقت قررت إني لا استسلم. بالعكس، جعلت الموقف دافع أكبر إني أثبت نفسي وأكمل. ويمكن هذا جعلني أرجع لروايتي “قدر”، أطوّر فكرتها وأشتغل عليها لحد ما خرجت للنور في 2022. التحديات كانت كثيرة، لكنها كانت ضرورية كي أكون الشخص الذي أنا عليه اليوم.
_بالنسبة لكِ؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب؟
بالنسبة لي، الكاتب لازم يكون شجاع. شجاع في مواجهة أفكاره، في التعبير عن مشاعره، وفي إنه يجرب أنواع أدبية مختلفة حتى لو لم يكن مرتاح لها. أيضًا لازم يكون صبور، لأن الكتابة ليس مجرد كلمات على ورق، الكتابة عملية بناء وصبر ومثابرة. وأهم شيء، الكاتب الحقيقي هو الذي يكتب من قلبه، الذي يحاول يخلق رابط بينه وبين القارئ، ليس مجرد كلام عميق أو بسيط، لكن كلام صادق.
_وبما إنك تعاملت مع النشر الإلكتروني والورقي، أيهما تراه أفضل أعطينا رأيك؟
النشر الورقي له مكانة خاصة جدًا في قلبي. ليس إحساس مثل ملمس الورق، ورائحة الصفحات، والإحساس إن الرواية بين إيديك ككيان ملموس. لكن في نفس الوقت، الكتابة والنشر الإلكتروني ممتعين، وسهلوا أكثر من التواصل بين الكاتب والجمهور. كل نوع له جماله، لكن لو هختار، الورقي هيبقى الأقرب لقلبي.
_بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟
اتأثرت بكُتّاب كثر، وكل واحد فيهم كان له دور في تشكيل رؤيتي ككاتبة. لكن أكثر شخص له تأثير كبير عليَّ هي الكاتبة العظيمة “رشا سمير”. يمكن لأنها كانت أول كاتبة اقرأ لها في حياتي، وكتابتها فتحت عيني على عالم جديد تمامًا مليان مشاعر عميقة وأفكار مختلفة. ومن وقتها، بقى حلمي أكون كاتبة قادرة أوصل لقلوب الناس مثلها.
_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتك نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟
طبعًا، النقد كان موجود من البداية، وبعضه كان هدام جدًا. في أناس كانوا قريبين مني في وقت من الأوقات، وقالوا لي كلام مثل: “اللي بتكتبيه ده كتابة؟ ده أي كلام”. كلماتهم كانت توجع، لكن عمري ما جعلتها تأثر فيَّ أكتر من لحظات. بالعكس، كنت بأخذها تحدي، وأقول لنفسي: “هطور من نفسي وهنجح، وهخليهم يشوفوا بعينهم إني صح”. كل نقد كان دافع جديد، وكل مرة كنت بواجهه كنت أخرج أقوى.
_ما هو خمول الكتابة أو القراءة بالنسبة لك، وكيف تحكمين عليه بأنه خامل؟
الخمول بالنسبة لي هو عندما الأفكار والمشاعر تصبح كثيرة جدًا، لدرجة تخنقني ولا أعرف أخرجها على الورق. أوقات كثيرة أشعر إن الحياة وضغطها بيأخذني بعيد عن الكتابة والقراءة، ولكن دائمًا أحاول أتغلب عليه. لما بكتب، أحس إني بحول كل مشاعري السلبية وأفكاري التى بتزن في دماغي لشيء ملموسة، لشيء يتكلم بالنيابة عني. وهذا يجعلني أعود أقوى، لأن الكتابة ليست موهبة، هي علاج للنفس.
_هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.
• “سيجمعنا القدر مرةً أخرى إذا كان لنا نصيب في أن نلتقي مجددًا.”
• “ربنا كتبك قدري، فأنا ازاي تتوقع إني أرفض؟”
• “كانت تشعر وكأنها طائر قد فك قيده للتو.”
• “كنت أراه مغادرًا مثلما غادر الجميع، حتى مثلما غادرت أنا.”
• “فقط أشعر وكأني نجم في السماء ولا يحتضنه أحد.”
_ما هو العامل الأساسي الذي دفع الكاتبة لاستمرار والتطوير من ذاتها، وما
الدافع الأساسي هو حبي للكتابة وشغفي إن كل عمل أقدمه يكون أحسن من اللي قبله. فكرة إن أعمالي تلمس ناس، إنها توصل لشخص وتترك أثر في حياته، هذا يجعلني أتحمس دائمًا لتقديم الأفضل. وأكثر شيء علمتني الاستمرار هو إن الفشل ليس نهاية الطريق، لكنه خطوة بتقربني من حلمي.
_وبالنهاية بما تودين أن تنهي الكاتبة حواره معنا.
أحب أقول لأبي وأبي شكراً لوجودكم في حياتي وتشجيعكم، ولأخواتي أنهم فعلاً من اكثر المشجعين لي و دائمًا أرى الفخر في عيونهم من ناحيتي بكون سعيدة جدًا ولكل شخص يقرأ هذا الحوار إنه ليس هناك مستحيل. الحلم الذي تراه بعيد ممكن يتحقق إذا قررت تؤمن به، وتشتغل عليه من قلبك. وأحب أشكر كل شخص وقف معي في رحلتي، وأتمنى دائمًا أكون عند حسن ظن الذين بيقرأوا أعمالي. وكلنا لنا نصيب في القدر، فأكيد سيجمعنا يومًا ما.
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة زينب محمد فيما هو قادم لها إن شاء الله.
المزيد من الأخبار
اليوم معنا المميزة” هاجر إبراهيم” مع مجلة إيفرست الادبية
شيرين مصطفى أحمد في حوار خاص لمجلة إيفرست
حوار خاص لمجلة إيفرست مع المتميزة: هاجر طارق