سُندس خالد حمّامي
جلستُ أنظرُ إلى السَّماء والنُّجوم مقابل عينيّ، لا أرمشُ من النَّظرِ بمدّةٍ إليها ولأوّل مرّة أشعرُ بنسماتِ “يناير” البارِدة بأنّها أثلجَت ما بداخِلي وأصابت يديّ بالرَّجفان، بقيتُ أنظُر للسماءِ حتى تخيلتُ وجهكَ المحبَّب إلى قلبي وكأنّي أعانقكَ تحتَ نسماتِ الحُبّ على رأسِ الجَبل الّذي كُنّا نجلسُ عليهِ معاً، أغمضَت “إيلا” عينيها وقالت بصوتٍ خافت كأنّهُ خرج من قلبها:
-أينَ أنتَ الآن، فقد فاقَ شوقي إليك
-أنا هُنا
انتفضَتْ “إيلا” مرتجفة فجائَت حجرَة صغيرة تحت قدمها وكانَت أوقعتها أرضاً، مدّ “أمير” يدهُ لها مسرعاً وأحاطها بينَ ذراعيه كادَ قد يعتصرها من شدّة الشّوق الّذي مزّقَ قلبيهما معا، ابتعدت “إيلا” والتمست وجهَهُ بيديها وهي تبكي وتهتزّ من فرطِ ما حصلَ معها،
-“أمير” أنتَ أنتَ أتيت إلى هُنا أنتَ الآن معي هُنا
-نعم لقد عُدت إليكِ…قبّلها من خدّها البارد وضمّها مرّةً أخرى، البردُ يأخذُ حصّةً من خدّيكِ يا جميلتي
“إيلا” جلستْ على مقربةً منهُ وتستند على كتفهُ ودموعها تملأ وجهها
-أخبرني، أينَ كُنت؟ وما الّذي أخفاكَ عنّي هذه المدّة؟
-اضطررتُ أن أغيب في عملٍ أخذَ كلَّ أيّامي وكل الطّرقات أُغلقَت في وجهي، أضعتُ هاتفي ولم أستطيع التواصل مع أحد حتّى أتيت إليك
-ومن الّذي أخبركَ أنّي هُنا؟
-قلبي
أحاطتهُ بذراعيها ونبضات قلبها كادَت أن تخرج من صدرِها والله في هذهِ المدّة شعرتُ بأنَّ قلبي ينفطر، لن تذهَب أليسَ كذلك؟
فتحَت “إيلا” عينيها فلم ترى “أمير”
نادَت بصوتٍ مرتفعٍ “أمير” لقد أتيتَ إليّ رأيتُكَ ولمستُكَ أينَ أنت؟ لا تختبئ وتعالَ إليّ
انثنَت على ركبتيها ووضعت كفّيها على وجهِها قربَ شجرةٍ كانَ يختبئ خلفها يومياً لإخافتها، أنا هُنا كلَّ يوم انتظرُكَ، أخبرتني أنَّكَ لن تذهب نظرتُ إليك ولم أراك، قلبي يتقطّع كلَّ يوم ألا تشعُر!
عُد فَوالله قد فاقَ شوقي إليك ونسماتُ اللَّيالي تهزُّني كلَّ يوم، اشتقتُ إليك بكلِّ ما بداخلي من حُبٍّ وشوقٍ ولهفةٍ
سلام الله على قلبكَ يا عَزيزي.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات