للكاتب: محمد محمود
نحن نعيش في حياتنا بالأسباب الطبيعية، ونعلم جميعًا أن هناك أمور سهلة الحدوث، وهناك أمور من الممكن أن تحدث، وعلى الصعيد الآخر يوجد أمور كثيرة من المستحيل أن تحدث، هذا هو التفكير الدنيوي الصادر من عقولنا؛ لأن حياتنا بإختصار مُترتِّبة على عِدة أسباب، وعلى حسب تلك الأسباب تأتي النتيجة التابعة، ها هي مدى قدرة تفكيرنا في الدنيا، فمعظمنا يخرج من بيته متوكِّلًا على أسبابه المتاحة أمامه، مثل شخص يقوم في الصباح الباكر؛ لكي يخرج إلى عمله أو وظيفته، أو شخص يسعى إلى أهداف يريد تحقيقها، وكلاهما على علم بأنهما إذا فَعِلا كذا وكذا، سينتج عنهما كذا وكذا، وهذا أمر طبيعي للغاية، ولكن ماذا لو توكَّلنا على رب العالمين؟
هو الله الذي يرزق بالسبب وبغير السبب، هو الفعَّال في هذا الكون العظيم، وقد قال في كتابه العزيز: “إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون” فالله سبحانه وتعالى لا يعجزه أي شيء، ولا يوجد أمر إسمه “مستحيل” مع الله عز وجل، انظر إلى معجزات الأنبياء التي تتعجَّب لها العقول البشرية! وإلى المواقف المذهلة التي حدثت مع الصحابة رضوان الله عليهم، وإلى المواقف العجيبة التي حدثت مع التابعين رحمهم الله، وإلى المواقف التي ستحدث مع المؤمنين الذين يتوكَّلون على ربهم في كل شيء، كل هذه الأمور كفيلة بأن تجعلك دائم التوكل على ربك.
وسأختم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما خاطب غلامًا صغيرًا فقال له: “يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف” ذلك الحديث فقط إذا عملنا به فسلامًا على الدنيا بما فيها، فلا بد أن نكون مع الله في كل أمورنا، ويجب أن نتوكل عليه في كل شيء؛ فما التوفيق إلا من عند الله سبحانه وتعالى.
المزيد من الأخبار
كشف الحقيقة والكذب
حروفٌ نزفت عبثًا!
خطوات