حوار : الشيماء أحمد عبد اللاه
تتوهج الكلمات عندما تكتبها أرواح صادقة، وسامية مصطفى هي واحدة من تلك الأقلام التي تزرع الحروف بروح مختلفة.
بمشاركتها في الكتاب الجماعي حروف تشبهنا، أثبتت أن الكتابة ليست مجرد كلمات، بل وسيلة لخلق حوار داخلي بين القارئ ونفسه.
في هذا الحوار، نبحر معها في عالم الكتابة والإلهام، لنتعرف على رحلتها الأدبية وما يجعل كلماتها تحمل هذا الصدى العميق.
بدايةً:
كيف تعرّف سامية مصطفى نفسها ككاتبة؟ وهل ترى الكتابة انعكاسًا لذاتك أم مرآة لما حولك؟
أُعرف نفسي بأنني فتاة عادية تهيم باللغة حتى أتقنتها لتُصبح كاتبة، أرى الكتابة فن راقٍ يحتاج دائمًا إلى التطوير والحداثة تُشبه الكتاب المقدس إذا توقفت عن قرائته حتمًا ستنسى أنك تنتمي لتلك العقيدة هكذا هي الكتابة كلما ابتعدت عن اللغة صفعتك حتى النسيان، كما أرى أن لفظ كاتبة كبيرًا بالنسبة لي الآن فمازلت أتعلم وأتعلم كي أفوز به.
أرى أنّ كتابتي تارةً تكن اِنعكاسًا لذاتي وتارةً أُخرى مرآة لما حولي من أحداث وأشخاص، لا أعتمد في كتابتي على منهاجٍ موحد بل أحب التغيير والمزج بيني وبين كل شيء.
حدثينا عن مشاركتك في حروف تشبهنا، كيف وُلدت فكرتك؟ وما الذي جعلها مميزة برأيك؟
مُنذُ أنّ عملت كـكاتبة مع مجلة هاڨن وأنا أود أنّ أُشارك بشيء مادي معهم ليس إلكترونيًا فقط، وددتُ أنّ أترك ذكرى ملموسة معهم فهم بمثابة الأخوة بالنسبة لي وعندما اِقترحت الشيماء أحمد عبد اللاه فكرة الكتاب كنت غاية في السعادة فقد تحققت أمنيتي.
من هو الشخص الذي كان له التأثير الأكبر على مشوارك الأدبي؟ وكيف ساعدك في تطوير أسلوبك؟
كانت ومازالت أمي هي صاحبة الفضل في مسيرتي، فهي من ألهمتني وآمنت بيّ، تدعمني كلما تعثرت، تحثني على إكمال المسيرة رغم كل الصِعاب، كلما اِجتاحتني لحظة يأس أعادتني مرة أخرى مُتيقنة من نجاحي وقُدرتي.
وأصدقائي الحقيقيون أيضًا يحثوني على شدّ الخُطى إلى الأمام، أشكرهم جميعًا: منه التي لطالما آمنت بيّ مُنذُ البداية، فاطمة: التي أسمع تصفيقها كلما خطوت خطوة تجاه حُلمي، يؤانا: الغالية التي كانت ومازالت تدعمني، وأشكر كل صديقٍ آمن بيّ رغم عدم يقيني من شيء.
ولا أنكر دور مجلتي الحبيبة هاڨن وأستاذتي الغالية الشيماء في دعمهم لموهبتي.
وآخرًا أود أنّ أشكر مُلهمي في الحياة وكاتبي المُفضل الذي ساعدني كثيرًا لأطور ذاتي في جميع النواحي دون أنّ يقصد محمد طارق: كاتبي المُفضل دائمًا وأبدًا، كاتب الشباب بحق، تتميز كتاباته بالواقعية والقرب من أفئدة الشباب لمناقشتها العديد من المشكلات التي تواجه جيلنا وحلها، كما يعرض لنا العديد من التجارب المؤلمة لأبطالٍ لم يعرف اليأس لهم باب.
الكتابة رحلة مليئة بالتحديات، ما هو أصعب تحدٍّ واجهته أثناء الكتابة؟ وكيف استطعت
تجاوزه؟
كانت تواجهني بعض التعثرات كـ: اختلاف طموحي مع مجالي الدراسي، صعوبة تعلم ودمج بين حقي في تحقيق ما أطمح له وواجبي تجاه ما أنا بصدده في مرحلة الجامعة، كنت أغتنم كل الفرص المتاحة لمواكبة الواقع، كما واجهتني صعوبة في النشر على الإنترنت ومعرفة كيانات الكتابة الموثوقة والتدقيق اللغوي فعزمت على التعلم والبحث أكثر كي لا أحتاج إليه وكذلك الحاجة لتصميم لكتابتي فأخذت الخطوة تجاه التصميم بالتجريب كي لا أحتاج لأحد قط، وكذلك النشر الورقي الفردي؛ لكني أرى أنه لم يحن وقتي الفردي لذا أخرت تلك الخطوة قدمين كي أستعد لها جيدًا.
إذا طلب منك أن توجهي رسالة للكتّاب الجدد، فما النصيحة التي تعتبرينها الأهم لهم؟
لا تكترث للسلبيات من حولك ولا للانتقادات، اليوم أصبح بعض الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي يقيمون أعمال الكتاب ويصدرون أحكامًا عابثة على الكتاب المبتدئين دون قراءة العمل أو إعطاء الكاتب فرصة أخرى، من منا لا يُخطيء؟ أرى أن العمل الأول ما هو إلا فأر تجارب نتعلم منه ولا نعد للوراء لذا لا تكترثوا لأيةً كلمات سخيفة يلقيها مُراهقون من خلف الشاشات، ما دمت تؤمن بذاتك ويؤمن بك خمسة آخرون فليحترق العالم.
المزيد من الأخبار
الكاتبة زينب محمد في حوار خاص لمجلة إيفرست الأدبية
اليوم معنا المميزة” هاجر إبراهيم” مع مجلة إيفرست الادبية
شيرين مصطفى أحمد في حوار خاص لمجلة إيفرست