10 فبراير، 2025

(ندى يحيى: الحروف التي تنبض بالحياة) في حوار خاص مع مجلة إيفرست

Img 20250104 Wa0011

 

 

 

حوار:الشيماء أحمد عبد اللاه 

 

 

بين الحروف تسكن الأرواح، وبين السطور تنعكس الحياة بكل تفاصيلها.

 

ندى يحيى ليست كاتبة عادية، بل هي صوت يتردد في أصداء القلوب، يحول المشاعر إلى كلمات، والأفكار إلى صور نابضة.

 

مشاركتها في الكتاب الجماعي حروف تشبهنا كانت بمثابة لوحة إبداعية رسمت فيها ملامح من الواقع وأطيافًا من الخيال.

 

في هذا الحوار، نقترب من عوالم ندى لنكتشف رحلتها مع الكتابة، وأسرار الحروف التي تلامس أعماق القارئ.

 

 

 

 

كيف ترى ندى يحيى نفسها ككاتبة؟ وهل كانت الكتابة حلمًا منذ الطفولة أم أنها ولدت من تجارب الحياة؟

 

بالنسبة لي كانت الكتابة تشبه تلك النافذة التي تمنحني بعض الأكسجين لاستعادة رونق الحياة في عيني ، مساحة آمنة للتعبير عن فوضى مشاعري ومعرفة مسماها دون قلق من الحكم عليها ، أحلام الطفولة في ذهني كانت تلك الأضواء التي أتمنى أن تحيط بي بسبب اقتباس علق في ذهن أحدهم من كتاباتي أو كان وسيلة مثلا ليفهم أحدهم جيدًا ما يشعر به ، طالما كنت أمثل ذلك المشهد كثيرًا في طفولتي طمعًا مني في أن أكون كاتبة ومذيعة تحف الأضواء بها في المستقبل تحت ظل أمي وأبي بكل حب ولا شك أن تلك البذرة من الكتابة ظلت تكبر كل يوم مع تجارب الحياة ، التي تمنحنا دائمًا دفعة للتعبير عن شيء ما إما بالمر أو الحلو .

 

 

 

 

 

ما القصة التي دفعتك للمشاركة في حروف تشبهنا؟ وهل شعرت أن نصوصك تعبر عن مشاعر مشتركة بينك وبين القراء؟

 

كان أبي رحمة الله عليه دائمًا ينصحني بفعل ذلك بعد قراءته لكل مقال جديد ، كان يعرف جيدًا أن ما أكتبه يلامس الكثيير من الداخل لذلك كان يرغب كثيرًا في أن يظهر للنور ، كنت مؤمنة دائمًا أنه مهما كنا نعرف قيمة ما نفعله إلا أن تلك القيمة تزداد عندما نراها في أعين الأحبة وتحديدًا ” الوالدين ”

 

في كل مقال أكتبه كنت أسلط الضوء على شيء ما لامسته في جلساتي مع الأصدقاء والأحبة وحكايات الأقارب وبعض الغرباء الذين لن نقابلهم ثانيًا ، جميعنا نشعر بشيء ما يستحق أن نعبر عنه ، فإن كان صاحب القصة الحقيقية لم يتمكن من تصنيف مايشعر به فقد يجده تحديدًا بين كلماتي إن قرأها بتمهل وهذا ما كنت أبحث عنه طوال الوقت ” أن يجد أحدهم نفسه ومشاعره وحقيقة مايشعر به بين سطور ما أكتب ”

 

Img 20250103 Wa0029

 

 

 

إذا كانت الكتابة نافذة على الروح، فما المشهد الذي ترغبين أن يراه القارئ من خلال كلماتك؟

 

أن يرى أجنحة مشاعره تحلق بحرية بين أرجاء العالم ، أن يشعر الجميع دون استثناء بأنهم لم ولن يخوضوا حروبهم مع كل شعور بمفردهم ، الجميع يقف هناك في زاوية ما مع شعور دفين ومرارة التياع قد تقل تلك المرارة حين نشاركهم نفس الشعور بتلك الكلمات ، أؤمن دائمًا أن ما نشعر به مهما كان سيئًا يصبح أقل شدة عندما نعلم أن أحدهم يشاركنا نفس الشعور ويفهمه ويتمكن من التعبير عنه بحرية ، نحن لا نبحث عن حلول سحرية لانتزاع المشاعر منا ولكن ما يلامسه المرء في رحلته مع تلك المشاعر هو ما سيمنحه فرصة أخرى للوقوف صامدًا ومقاومًا لمرارة شعوره لأنه يعلم جيدًا أنه ليس الضحية الوحيدة وربما هو ليس ضحية من الأساس ، الأمر يتوقف على “من شاركنا الرحلة ومن منحنا مساحة آمنة لنتعلم فيها كيف نطلق العنان لما نشعر به ”

 

 

 

 

 

في ظل عصر السرعة والتكنولوجيا، كيف تحافظين على أصالة الحروف لتبقى قريبة من القلوب؟

 

الانتقاء لكل ما يليق بالشخص هو أمر من الأمور التي تحافظ على قيمة الأهداف وقيمة ما يرغب في أن يظهره للعالم ، لا شك أن التكنولوجيا تمنحنا أفق أوسع للقراءة والكتابة وتطوير تلك المهارة بشدة وهذا هو الجانب الذي أنتقيه لنفسي ، الجميع يميل إلى قراءة كلمات تعبر عن ما يشعروا به ولكن في نفس الوقت دون أن تصبح كلمات معتادة وركيكة ، يشبه تمامًا ” السهل الممتنع ” دون تعقيد ودون سهولة تفقد الأحرف قيمتها .

 

 

 

 

لو طُلب منك اختيار عنوان لحياتك الأدبية حتى الآن، ماذا سيكون؟ ولماذا؟

 

مازال مشوار حياتي الأدبية في بدايته ما ظهر منه هو مجرد أطراف أنامله الصغيرة يمكن أن أطلق عليه

” مابين المُر والحلو”

 

اخترت ذلك العنوان لأنني أعلم أن ما بين المر والحلو يوجد الكثير من كواليس المشاعر التي قد نجهلها والتي قد تثير فينا فوضى عارمة تفقدنا قيمة المُر والحلو .

عن المؤلف