كتبت: زينب إبراهيم
حسام طرق على الباب برفق: صغيرتي المدللة.
حبيبة: تعال أخي الحبيب.
حسام: لنفتح الصندوق معًا.
حبيبة: كنت على وشك مناداتك هيا وبدأوا في فتحه كان مليء بالهدايا المفضلة لحبيبة من قطع الشوكلاته وإسورة على شكل فراشة مطرز بالدهب حروف اسمها بجانب العطر الفرنسي الذي تحب وضعه كل صباح وبرواز على هيئة قلب وضع به صورتها مبتسمة تذكرت أن في تلك اللحظة التي لقطت الصورة بها كانت تنظر إليه، فابتسمت رغمًا عنها وكانت هناك وردة معطرة بذات العطر المميز وسلسلة فضية اللون بها فراشة أيضًا إلى رسالة خاصة إليها قرر شقيقها الانسحاب وتركها تقرأها في خصوصية بعض الشيء.
كانت تحوي على” عيد ميلاد سعيد يا صغيرتي، فإنني لم أستطع أن أتواجد معكِ في ذكرى ميلادك تعلمين أنه رغمًا عني أعتذر عن كل شيء بدر مني وأزعج صغيرتي الجميلة لا زلت على عهدي القديم أن أحفظ صورتك داخل ذاكرتي وأحاول جعل الابتسامة تزين ثغرك إن حدث ذات يوم وهبطت دمعة واحدة من عينيك الجميلتين وكنت أنا المتسبب بها، فأنا أقسم لكِ أن أجعل الضحكة ترتسم مقرها قريبًا جدًا سنعود معًا من جديد تعلمين أن يومي لا يكتمل دون رؤياك أو النظر إلى عمق البحر الجارف في عينيك يصعب علي أن يمضي نهاري وليلي دون الاستماع إلى خجلك، حتى في صوتك العذب رنة ابتسامتك في كل مكان في عشنا السعيد والصغير لم أشعر يومًا أنني وحيد إلا في فقدان عائلتي وبعدها أنتِ إن جفى النوم عيني هذا يعني أن قلبي قد اشتاق إليكِ ويتتوق لضمك في أحلامه ويخشى أن يستيقظ على كابوس هجرك له، حتى وإن كان السبب هو يعذبني في كل لحظة كنت فيها بعيدًا عن حبيبته ويطالبني كل دقيقة بالقدوم إليكِ ومعانقتك، حتى تعود إليه الحياة بكوني المذنب في فراقنا أرجوه أن يصبر ونهاية الصبر جبر كما كنتِ تقولين لي دائمًا أحبك وإن كان جرم الآن حبي إليكِ يسير في عروقي ودمي لا أتمكن من جعله يكف عن عشقك إلا بعدما تتوقف نبضاته معلنًا رحيله عن العالم.”
أغمضت عينيها متلذذة بسعادة بالغة تغمرها في قراءة كل حرف وكلمة التي تنبع من فؤاده، فهو قليل ما يكتب كثير ما يعبر لها عن حبه وعشقه الذي يكنه في قلبه لها منذ أن أحبها لم تبصر عيناه غيرها مخلص لقلبها الذي هوى في غرامه منذ زواجهما أو أول لقاء كان بينهما رغم وسامته كثير من الفتيات تطالبه بموعد واحد غرامي، لكن هو كان يقول لأصدقائه حينما يسألونه عن سبب ردعهن أنه يملك محبوبة واحدة وغانية عن الجمال لا يحق لبصره أن يرى غيرها أو قلبه يحب دونها ويومه لا يكتمل إلا بها.
حسام: الطعام جاهز يا ابنتي هيا والدتك ستبدأ بالضجر وحرماننا منه أخيك يتطور جوعًا.
حبيبة: أيها الفصيل حسنًا إني قادمة.
حسام: عذرًا يا حبيبتي قد قاطعتك عن غرامك لكن ما ذنب معدتي تستغيث؟
الأم: خمس دقائق وإن لم تأتوا لن يكون هناك طعام.
حسام: بربك أماه إنني قادم على الفور لا شأن لي بكِ أيتها الرومانسية الآن وهرول إلى الطاولة.
ضحكت هي على هيئته وذهبت بعد ذلك إلى طاولة الطعام تتناول بهدوء دون أن تتحدث بكلمة واحدة.
الأم: من الذي أرسل إليكِ الصندوق؟ تعرفينه أم من ضمن صديقاتك؟ لماذا لم تريني إياه؟ هل هو سر لا أحد يتوجب عليه رؤيته؟ لماذا لا تجيبين؟
حبيبة بهدوء: أنه من صديقتي قد أرسلته كما قلت لكِ بمناسبة عيد ميلادي لا شيء مهم أنه ليس سر حتى أخفيه.
حسام يأكل بنهم غير عابئ بما يحدث حوله كأنه في عالمه الخاص.
الأم: هل ستأخذ إجازة غدًا أيها المجنون بالطعام؟
حسام لم ينتبه إليها، فوكزته في قدماه حبيبة حتى يجيب والدته.
الأم: أنت أنني أحدثك هل طرشت الآن؟
حسام: ماذا أمي؟ نعم كما تأمرين.
ضحكت حبيبة من حديثه، فهو شارد بالطعام ولم يسمعها أجاب بما آتى في عقله دون أن يفكر به.
الأم: حسنًا عليك أن تأتي معي إلى السوق هناك بعض الأشياء التي تنقصني.
حسام: ماذا سوق؟!
حبيبة: وأنا سأتي معكم أمي.
الأم: لا أنتِ ستظلين في المنزل رتبيه وقومي بعمل الغداء ريثما نعود.
حبيبة بحزن: البيت نظيف ومرتب أمي، وأنا بعدما نعود سأكمل عمل الطعام الذي تريدينه.
الأم: لن تخرجين ستنفذين ما قلته فحسب بعدما أنهت حديثها قامت من على الطاولة ذاهبة إلى غرفتها.
حبيبة: هل والدتك ستأثرني في المنزل ؟
حسام: لا حبيبتي كما قالت فقط تريد من يكمل عمل الغداء، حتى لا نتأخر في تناوله لا تفكرين هكذا.
ابتسمت له وهي تعلم بداخلها أنها لا تقصد ذلك تريد حبسها في البيت، فهي الآن مطلقة لا يتوجب عليها الخروج والعيش كما تريد باقي النساء اللواتي في قريتهم يخافن على أزواجهن منها يشعرن أنها ستخطف أزواجهن.
مرت الأيام وحبيبة تجلس في غرفتها متقوقعة على ذاتها لا تقابل أحد ولا تتحدث مع شقيقها أو والدتها تنام النهار جله وتخرج خلسة في الليل ذاهبة إلى مقرها السري بمفردها قبل أن يشعر بها أخيها ويأتي إليها بعد ذلك تجلس طوال الليل على الشاطئ تحدثه عما يجري معها، ثم تعود من جديد لغرفتها دون أن يشعر بها أحد.
عند سليم لا يقل حاله عن حالة محبوبته إلى أن لاحظ مديره بالعمل ذلك رغم أنه لا يقصر في عمله ويتمه على أكمل وجه، فهو يعتبره شقيقه الصغير ويعلم ما الذي أوصله إلى تلك الحالة أستدعاه ذات يوم وقال: طلبت لك كأس من الشاي لنشربه سويًا.
سليم: سلمت سيد أشرف.
أشرف: تعلم أنني لست سيد أنا قبل أن أكون مديرك نحن أصدقاء لدي بشرى سارة لك.
سليم ببسمة عملية: قبلت البشرى يا رفيقي.
أشرف: بعد أن ننهي عملنا هنا بعد شهرين فقط تقدمت المهلة المحددة بعض الشيء عليك أن تجمع أغراضك ذاهبًا إلى الإسكندرية.
سليم: هل نقلت إلى هناك؟ ماذا فعلت لأحصل على جذية؟ من الذي مضى القرار هل أنت؟
أشرف بضحك: على رسلك يا رجل لن أتمكن من اخبارك هكذا.
سليم: عذرًا ظننت أنني قصرت أيضًا بعملي.
أشرف يتفهم صديقه من قبل أن يتحدث قرر أن يساعده دون أن يسأله عن سبب حالته تلك.
سليم: أنت تقلقني بتلك الطريقة شاي وبشرى، ما الأمر؟
أشرف: لقد تمت ترقيتك إلى المدير التنفيذي لمشروعاتنا في الإسكندرية ويتوجب عليك الذهاب حيال انتهاءنا من عملنا هنا أيها الفطن.
تلك الترقية جعلت سليم يقفز من فرحته سيكون مع محبوبته ولن يقصر بحقها مرة أخرى بجانب كونه في العمل أيضًا بذلك يستطيع تعويضها عما بدر منه كان سيترك وظيفته في سبيل البقاء معها فترة أطول الآن الحمل عليه سيقل ويستطيع أن يتواجد في المنزل أكثر من مجرد ضيف احتضن أشرف من فرط سعادته وهو يشكره.
أشرف: على رسلك أيها المجنون ما الذي تفعله؟ هل نسيت أنني مديرك في وقت الحالي؟
سليم: أعذرني فقط تحمست لتلك الخبرية الغاية في الروعة.
أشرف: لذلك قررت أنا من أخبرك بها.
سليم: لا تعلم كم أسعدتني بذلك الآن سأعمل وأعمل حتى أنهي وظيفتي بسرعة وأعود إلى أرض الوطن.
ضحك أشرف على كلمته ودعى له بالتوفيق والسعادة الدائمة وجعله ينصرف إن ظل لن يكف عن الثرثرة.
سليم لذاته: الآن علي الاجتهاد في العمل وإنهاءه قبل الموعد المحدد لأذهب إلى محبوبتي الصغيرة يا ترى هل تتذكرين سولي كما تطلقين علي أم أن الفراق محى مكانتي بداخلك؟
المزيد من الأخبار
سموم سوء الظن
أميرة الماضي الأسود
أذْكُر أنني نمت بعد انهيارٍ مُفزع فاستيقظت شخصًا لا أعرفه