ابنة الفيوم الكاتبة نورهان ناصر بمجلة إيفرست الأدبية

Messenger Creation 0586df57 1489 47a9 Bbb9 Dc9a10702c7b

 

 

 

حوار: عفاف رجب

 

يقول الكاتب وليم شكسبير؛ “ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزًا ومجدًا، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة”؛ لذا جئنا إليكم اليوم نتحدث عن أثر هذه المقولة، وتنضم إلينا ضيفة جديدة على مجلة إيڤرست الأدبية، فهيا عزيزي القارئ نتعرف على هذه الموهبة.

 

وهي نورهان ناصر، كاتبة، مواليد محافظة الفيوم، تبلغ من العمر الـ٢٢ عامًا، حاصلة على ليسانس آداب في اللغة العربية، وحاليًا تحضر الماجستير في قسم الأدب والنقد.

 

وإليكم حوارنا مع الكاتبة نورهان ناصر والحديث عن أعمالها..

 

_بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتبة، حديثنا عن هذا الجانب وهل تحددين مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟

 

كانت موهبة فطرية، فأنا أعشق القراءة والكتابة.

الكتابة هي عالمي الوردي الذي أغرق فيه بخيالي إلى حدٍ لا ينتهي، مؤنستي هي مسكني وحياتي.

 

_لمَ بدأتِ بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقّق من فعل الكتابة؟

 

لأني أحبها، فعندما كنت في الصف الخامس الابتدائي، كان من ضمن مقرر الشرح، درس عن كيفية كتابة القصة القصيرة، وبفضل الله ثم شرح معلمي أحببت الفكرة، ولأني شخصية أحب تجربة كل شيءٍ، خضت التجربة وبدأت بكتابة قصص قصيرة مثل أفلام الانيمشين والفانتازيا ( الظل المختفي، مستنقع الظلام، فوهة الأرض وغيرها)

كنت قد قمت بكتابتها في دفتر صغير اسميته هواياتي، رسمت به العديد من الرسومات فأنا أعشق الرسم كذلك، توقفت فترة طويلة حتى ولجت إلى المرحلة الجامعية وعندها عدتُ للكتابة وكتبت أول قصة لي ” حب بين نارين “.

 

و أكتب اليوم و سأكتب غدًا؛ لأني أحلم بأن يصل قلمي لكل العالم.

 

ما احققه من الكتابة، سعادة في كتابة كل حرف وسطر من حبكة أغوص بها في عالمي الوردي؛ لأصوغها لكم على شكل قالب قصصي: رواية أو نوفيلا صغيرة.

 

وبالطبع لا أنسى كنوزي في معرفة أناسٍ طيبون، قد تركت في قلوبهم أثرًا آمل ألا يموت.

 

_هل واجهتِ بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟

 

نعم، و أكثر ما كنت اواجهه هو فقدان الشغف! ذلك الشعور البغيض الذي يتلبسني من حينٍ لآخر.

ولكن هكذا هي الحياة، فكل خطوة في حياتنا، لابد و أن تحفها المشاكل والعراقيل و تقول لها مهلًا أيعقل أن أتركك؟

لكن النفس القوية تتخطاها، بالعزيمة والإصرار.

ومن المشاكل التي تسببت بها الكتابة، كان مع عائلتي، فهم كانوا لا يوافقونني ما أهوى، ولكن مع مرور الوقت تقبلوا الأمر إلى حدٍ ما.

 

_بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدي الكاتب، وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

 

لكل منا وجهات نظر، ولكن ما أود أن يتوفر لدى الكاتب، شغف القراءة الحقيقي فمن وجهة نظري الكاتب قبل أن يكون كاتبًا فهو قارئًا في المرتبة الأولى؛ ليكون لديه إلمام وعلم بما يحب ويكره الناس كما سيكتسب خبرة مع مرور الأيام؛ فبالقراءة العميقة تتفتح مخازن العقول، وهنا يتولد لديه خيال خصب مع  كثرة الممارسة.

والرغبة في الكتابة بصدق ذلك الشعور، الذي يملأ قلوبنا و عقولنا بأفكار لا نرتاح قبل تحقيقها واقعًا ملموسًا لكم.

وأن يكون ملمًا بضوابط الكتابة الصحيحة، لديه قدر من المعلومات و المعرفة باللغة العربية الفصحى وتراكيبها الجميلة وأساليبها المتنوعة من بلاغة آسرة و غيرها.

ثم الصبر وقبول النقد البناء برحابة صدر.

أحب العمق كثيرًا فهو دليل على تمكن الكاتب وقدرته الفائقة في التعبير عن ما يختلج صدره وعقله من أفكار وغيرها.

كما أحب البساطة أيضًا فالبساطة تقرب الفكرة من القارئ والعمق يعكس قدرة الكاتب.

و أستخدم الأسلوبين تدريجيًا؛ حيث بدأت بالأسلوب البسيط ثم تغلغلت إلى التعمق تزامنا مع التطور، الذي الاقيه في نفسي فأنا أحب التجديد و التطور دومًا.

 

_بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟

 

بكتابٍ كثيرين، سأذكر البعض منهم فالمقام ضيق لا يتسع لذكر الجميع.

الكاتب الفلسطيني” أدهم الشرقاوي” أعشق كتاباته كثيرًا.

والكاتب المصري” حسن الجندي” أحببت أسلوبه وقصصه ذات الطابع الدموي و الرعب.

والكاتبة ” خولة حمدي”

 

لضيق الوقت، لا أقرأ هذه الأيام إلا نادرًا.

 

_إيلاما تطمحين بالمستقبل؟

 

أن يكون لي مكان بين كتابي المفضلين، وأن يكون لدي جيش من القراء وقاعدة جماهيرية يتهافتون باسمي و اسم رواياتي.

 

_ما هي أهم الإصدارات الأدبية التي حققتها الكاتبة حتى الآن؟

مولودي الحبيب الورقي الذي سيصدر تزامنا مع ولوج عام 2025.

 

كما لدي العديد من الأعمال الإلكترونية مثل: (حب بين نارين، مقتحمة غيرت حياتي، نداء القلب، في حب الألماس التقينا، يوميات مراهقة، ولا تقربوا الزنا، للحب وجوه أخرى، لوعة العشق، ليلة دموية، يوميات زوج صائم، كارثة حلت على قلبي، الصمت المعذب، الأفعى، العشق البربري، الهوس)

 

_هل تعتقدين أن الكتابة تندرج تحت مسمي الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟

 

أعتقد أنها الأمرين معًا، موهبة فطرية زُرعت في القلوب، نمارسها في حياتنا كهواية ونطورها مع مرور الوقت.

 

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتكِ نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟

 

نعم ولكنه حتى الآن كان نقدًا بناءً، لم أتعرض لأي نقدٍ هدام.

 

ولكن نصيحتي للنقاد، أن يكون نقدهم بناءً يتبع معايير و ضوابط النقد الأدبي الصحيح، وأن يكون هدفه في المقام الأول هو التحسين من مستوى الكاتب بتنبيهه على ما وقع فيه من خطأ، وتقديم نصيحة صادقة له بأسلوب يتحلى بالرقي الأدبي.

 

_هلّا كتبت لنا مقتطفاتٍ من كتاباتك.

 

لك ذلك ..

 

﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾.

 

ماذا يحدث إذا اجتمع الشر والمرض والنقص في قلب إنسان؟

يصبح بلا إحساس، بلا شفقة، بقلبٍ أسود مملوء بالحقد والكُره، تقوده شياطينه. يسعى بكل طاقته لانتزاع السعادة من أفواه من حوله، ويحيل حياتهم إلى جحيم. من وجهة نظره، فهذا حقه، وطريقته الدامية في استرداده لا يجب أن تلوموه عليها؛ لأنه ببساطة لا يهتم بآرائكم ولا بعتابكم. رؤية التعاسة على وجوهكم هي بيدق حياته وسلامه النفسي. فلا تتعبوا أنفسكم بتغيير ما خُتم في قلبٍ مريض، دنسته الشياطين!

 

لامني الناس في هواكِ، قالوا مجنون وازدجر، فدعوت ربي أني مغلوبٌ فانتصرتُ بحبكِ. طالما ذلك النبض في صدري ينادي باسمكِ، فلا يهمني عالمي وأهلي وحتى العرائفُ، سأظل أحبكِ وإن لم يعد لي أحدٌ أحبه، سأظل أحبكِ وإن كرهني الناس، سأظل أحبكِ وإن أبغضني عالمي، فلا ملاذ لي سوى قلبكِ الحاني.

 

_ما النقاط الأساسية التي يجب أن يضعها الشاعر نصب عينيه عند بدئه بالكتابة؟ وهل يمكن لأي شخص أن يصبح كاتبًا؟

 

التقاط الأساسية، أن يكون ذا علمٍ واسع بفنون الشعر و بحوره العميقة وكيفية كتابته، من مراعاة قوانينه من الوزن و القافية وغيرها، يمتلك أُذنًا ذوّاقةً محبة للشعر، ثم قلبًا شغوفًا به، وعقلًا رغم فتور عاطفته مقدرًا للشعر.

 

لا أعتقد ذلك، هناك أمور يجب مراعاتها وموهبة فطرية تخلق في النفس نحققها على الأوراق، لا يمكن لأي شخص أن يصبح كاتبًا من فراغ هكذا.

 

_ما هو مفهومك عن الكتابة والأدب بشكل عام؟ وهل من مقولة تأثرتِ بها؟

 

الكتابة بالنسبة لي شعور جميل وعميق، يتلبس الكاتب كمسٍّ من عوالم أخرى، تُثير فينا أحاسيس ومشاعر متدفقة يصعب التعبير عنها بوسائل أخرى.

 

أما الأدب، فهو جوهر تراثنا الأصيل و عماد ثقافتنا ودليل حيّ على تعدد مواهبنا، نحن العرب الذين  أبدعوا في كل مجال يتركون بصماتهم الإبداعية، والتي تؤكد مواكبتهم لكل الثقافات والحضارات.

لاسيما و أدبنا غير وله طابعه الخاص والمتميز عن سواه، فهو امتداد للغة العربية التي كانت ولا تزال مصدر إلهام للآخرين، قدمنا للعالم فنون ومفاهيم لم يكونوا على دراية بها.

 

كثير في الحقيقة، ولكن لا يحضرني شيء الآن.

 

_كثرت الكتابة باللغة العامية وخاصةً في الرواية، فهل أنتِ مع أم ضد الكتابة بالعامية، وهل يجوز السرد بها أم أنها تفسد الذوق العام؟

 

أنا أحب الفصحى سردًا وحوارًا، أما عن العامية فأنا لست ضدها إذا كانت جزءًا من حوار فأنا استعملها أيضًا.

 

أما بخصوص السرد ليس كثيرًا ولا أفضلها، لكني قد اقبلها إن كانت عامية ذوقية أقرب إلى الفصحى، وليست عامية متدنية للغاية.

 

ولكل كاتب وجهة نظر و رؤية تختلف عن الآخرين وقد تكون العامية بالنسبة له أفضل من الفصحى وأنه هكذا يرسل رسالته للناس بطريقة مبسطة ومقربة إلى قلوبهم.

 

أما بخصوص افسادها للذوق العام، هذا يرجع إلى مقدار تدنيها فهل هي عامية بها شيء من الرقي أم أنها غوغاء لا داعي لها.

 

_وبالنهاية بما يود أن ينهي الكاتبة حواره معنا.

 

أشكركم على هذا الحوار الشيق والاكثر من رائع، تحياتي لكم، دمتم بخير وعافية.

 

كما أتوجه بالشكر لكل من ساندني وكان عونًا لي و أحب كتاباتي، آسفة المقام لا يتسع إلى ذكركم جميعًا ولكنكم في قلبي دائمًا.

 

لذا سأكتفي ببعض الأسماء و آمل ألا تنزعجوا.

 

السيدة إيمان المغازي من آمنت بموهبتي، وبفضل الله ثم فضلها سيولد لي أول كتاب ورقي ألمسه بيدي حقيقة، وإلى جناحي السلام والرقة ” صافي منصور و كوكي أنور”

 

وشكر خاص إلى عزيزتي منمنتي الغالية المصممة الجميلة ” منى وجيه”.

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة نورهان ناصر فيما هو قادم لها إن شاء الله.

عن المؤلف