كتبت: خولة الأسدي
هلْ حدثَ وشعرتَ يومًا أنَّكَ سخيفٌ؟
وتُضخِّمُ الكثيرَ منَ الأشياءِ التافهةِ؟
تخلقُ المتاعبَ لنفسِكَ منَ اللاشيءِ؟
حسنًا… أنا أحيانًا أشعرُ بذلكَ!
تبدو لي أحزاني في غايةِ السخفِ حينَ أُقارنها بأحزانِ غيري، أو حتى بالأحزانِ الحقيقيةِ التي مررتُ بها في حياتي.
أقولُ لنفسي: أنا بخيرٌ، ومنْ أُحبُّ بخيرٍ، إذنْ فكلُّ الأمورِ ينبغي أنْ تكونَ بخيرٍ!
حينَ بحثتُ عنْ أهمِّ مسبباتِ تعكيرِ مزاجي، وجدتُ الهاتفَ يتصدَّرُ القائمةَ!
ثمَّ الناسَ الذينَ لا أختلطُ بهمْ كثيرًا.
ورأيتُ الوحدةَ معَ كتبٍ جميلةٍ هي السعادةُ الحقيقيةُ.
أتذكرُ حينَ انضممتُ أولَ مرةٍ إلى عالمِ “فيسبوك”، حدثَ أنْ غابتْ أستاذتي عنهُ شهرًا. تعجبتُ كثيرًا، وقلتُ لنفسي: كيفَ استطاعتْ ذلكَ؟!
كنتُ أظنُّ أنَّ المرءَ لا يستطيعُ الحياةَ بدونِ “فيسبوك” أسبوعًا، فكيفَ بشهرٍ؟
وحينَ قلتُ لها ذلكَ، ضحكتْ وقالتْ لي بثقةٍ:
“ستعلّمكِ الأيامُ ليسَ فقطْ كيفَ تتمكنينَ منَ الغيابِ لشهرٍ، بل كيفَ لا يعودُ الأمرُ مهمًا على الإطلاقِ! مجردُ نافذةٍ على العالمِ، مثلُها مثلُ التلفازِ والراديو.”
وفعلًا، تعلمتُ ذلكَ!
لم أعدْ أحبُّ صفحتي كما كنتُ أفعلُ، ولا أهتمُّ بأصدقائي الافتراضيينَ كما كنتُ منْ قبلُ.
وأكثرُ ما أصبحتُ أميلُ لقراءتِهِ الآنَ هوَ الأشياءُ المضحكةُ!
لا أريدُ معرفةَ جديدِ هذا العالمِ البائسِ.
أريدُ أنْ أغرقَ في التفاهةِ، كأنَّني لستُ جزءًا ممَّا يحدثُ!
وأصبحتْ قناتي على “تيليجرام” أكثرَ قربًا لقلبي؛ لأنَّها منحتني حقَّ الحديثِ الطويلِ دونَ أنْ يعترضَ أحدٌ، ودونَ أنْ أنتظرَ تفاعلًا منْ أحدٍ.
فقطْ أكتبُ، كأنَّني أكتبُ لنفسي، كأنَّني أدوِّنُ يومياتي وذكرياتي في دفترٍ ما.
فالكتابةُ هيَ طريقتي للتعبيرِ عنْ كلِّ ما لا أستطيعُ قولَهُ بصوتٍ عالٍ.
فيها أجدُ مساحةً للبوحِ، وكأنَّ الورقَ صديقي الوحيدَ الذي لا يملُّني ولا يحاسبني.
أكتبُ لأتوازنَ، لأستمرَّ، ولأجدَ نفسي وسطَ هذا العالمِ الذي فقدَ بريقَهُ.
المزيد من الأخبار
كل مستحيل مع الله يتحقق
ستارٌ خلف ابتسامة
سعيٌ نحو الخفّة والسلام الداخلي