كـ محمد صابر
في زاوية بعيدة من غرفتي، تحت وسادتي القديمة، يختبئ دفتر صغير بلونه الداكن، يحمل بين صفحاته أسرارًا لا يعرفها أحد سواي. كل صفحة منه هي مرآة لجزء من روحي، وكل سطر فيه هو صوتٌ هامس يروي لي ما لا أجرؤ على البوح به.
هناك قصص كتبتها بدموع ليالٍ باردة، وأخرى رسمتها بابتسامات خاطفة جاءت في لحظات عابرة. هناك أحلام توقفت في منتصف الطريق، وأماني عانقت السحاب لكنها تلاشت كالدخان.
في دفتري السري، الكلمات ليست مجرد حروف، بل أرواح تنبض، تعاتبني حين أضعف، وتربّت على كتفي حين أتوه في زحمة الحياة. أعيد قراءتها في صمت، وكأنني أجالس نفسي القديمة، أسألها: كيف صمدتِ؟ وكيف استطعتِ أن تكتبي كل هذا الألم في هدوء؟
إنه ليس مجرد دفتر، بل شاهد على أوقات خلت، على فرحٍ قصير، وعلى أحزان طويلة، على لحظات انتظار وتشوق، وعلى قسوة الوداع. في داخله، وجدتني، بكل تناقضاتي، بكل ضعفي وقوتي، بكل شغفي وخوفي.
“قصص من دفتري السري” ليست مجرد كلمات على ورق، بل هي أنا… أنا الذي كنت، والذي ما زلت ابحث عن نفسه بين السطور.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام