حوار: عفاف رجب
“الكتابة شغف، يستطيع الإنسان من خلالها أن يلقي عن عاتقه كل ما يشعر بها سواء كانت لحظات فرح أو حزن، وأيضًا يكتب كل ما بداخله ولا يلقي بالًا بأن أحدًا سوف يقرأها أو يعرف محتواها فهى مثل المكان الأمن الذى تستطيع أن تتحدث من خلاله مع نفسك بكل أريحيه”؛ لذلك جئنا اليوم لنسلط الضوء على مصباح جديد من مصابيح الأدب فإليكم.
نورهان موسى، كاتبة شغوفة بالكلمات، تجد في الكتابة ملاذها للتعبير عن الأفكار والمشاعر التي ربما يصعب البوح بها في الواقع، وهي الآن بصدد نشر عمل أدبي لها عما قريب وجئنا اليوم نتحدث عنها وعن أعمالها الأدبية.
رواية “الوجه الآخر للعشق” تتناول الجانب المظلم للعلاقات، حيث يصبح الحب سلاحًا يُستخدم ضد النفس، اخترت هذا الاسم لأن الحب، رغم جماله، له وجه آخر قد يُدمر إذا أُسيء فهمه.
اقتباس من العمل:
كان واقفًا بين الحضور بقلبٍ يرفرف سعادة، ويُطلق أهازيج الفرح، مترقبًا لحظة وصول عروسه.. حب عمره الذي لم يعشق سواها، وأخيرًا ستكون لهُ ومعه إلى الابد، لن يفرق بينهما أحد، لا أحد سينجح في تفريقهما، كانت عيناه تلمعان بوميض الفرحة اللامع وهو ينتظر تلك المفاجأة التي أخبرته صديقتها عن تحضيرها من أجلهُ، حينما انتبه إلى همس المدعوين ونظراتهم المندهشة المصوبة إلى شيء خلفه، استدار بجسده ليرى إلام ينظرون، جحظت عيناه وهو يلتقط تقدمها نحوه بتلك الهيئة التي لا تشبه هيئة العروس أبدًا، بينما يرى بنظراتها المصوبة نحوه ما انقبض لهُ قلبهُ.
2. بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأت غيث الكاتب؟ حدثنا عن هذا الجانب وهل تحدد مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟
بدأت رحلتي مع الكتابة منذ خمس سنوات، عندما كنت أملأ دفاتري بالقصص الصغيرة، لكن الغيث الحقيقي انهمر عندما شعرت أن الكتابة هي السبيل الوحيد لترجمة أفكاري، أؤمن أن الكتابة مزيج بين الموهبة الفطرية والجهد المستمر، ليس لدي مواعيد ثابتة، بل أكتب عندما تفيض الأفكار وتلهمني اللحظة.
3. لمَ بدأت بالكتابة؟ ولمَ تكتب اليوم؟ وهل ثمّة جدوى تتحقق من فعل الكتابة؟
بدأت بالكتابة لأنني وجدت فيها صوتي الحقيقي، واليوم أكتب لأشارك القارئ أفكاري ولأُحرك شيئًا داخله. نعم، للكتابة جدوى عظيمة؛ فهي تحيي الوعي، تفتح الأذهان، وتبني جسورًا بين الكاتب والقارئ.
4. هل واجهت بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلى أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟
نعم، كأي كاتب مبتدئ واجهت صعوبات، أبرزها القلق من تقبل الآخرين لأفكاري،
5. بالنسبة لك؛ ما هي المعايير الواجب توافرها لدى الكاتب؟ وهل تفضل صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ اكثر؟
يجب أن يتحلى الكاتب بالصدق، والقدرة على التأمل، وإيصال رسالته بوضوح، أما عن الأسلوب، فأنا أُفضل التوازن بين البساطة والعمق؛ كلمات بسيطة تُلامس القلب وأفكار عميقة تُثير العقل.
6. حدثينا عن تجربتك مع الدار التى تشاركين معها هذا العام بيت الروايات؟ وعلى أي أساس تقومي باختيار دار النشر
تجربتي مع “بيت الروايات” كانت رائعة ومثمرة، فأنا أبحث دائمًا عن دور نشر تؤمن بأفكاري وتمنحني مساحة للإبداع. أحب أن أشكر الأستاذة فاطمة عطية، مديرة الدار، لأنها أتاحت لي الفرصة للمشاركة، فهي شخصية محترمة تؤمن بالمواهب الشابة وتُقدم لنا الدعم الكامل لتحقيق أحلامنا، لا أنكر أن دعمها ومساندتها لنا كان له دور كبير في نجاحنا ووصولنا للجمهور
7.وبما إنكِ تعاملت مع النشر الإلكتروني والورقي، أيهما تريه أفضل أعطينا رأيكِ وأيهما تنصحين بهم الكُتاب المبتدئين؟
كلاهما له مميزاته؛ النشر الورقي له هيبته وأصالته، بينما الإلكتروني يتيح الوصول لشريحة أوسع. أنصح المبتدئين بالبدء بالنشر الإلكتروني أولًا ليصلوا لأكبر عدد ممكن من القراء.
8. بمن تأثر كاتبنا العظيم، ولمن تقرأ الآن؟
تأثرت كثيرًا بأعمال الكاتبة دينا جمال، والكاتبة منى سلامة، والكاتبة حنان لاشين، فكتاباتهن ألهمتني وعززت شغفي بالسرد واستكشاف عوالم جديدة. حاليًا أقرأ رواية “لأنها أنتِ”، وأجدها عملاً مميزًا مليئًا بالمشاعر العميقة والأفكار الملهمة.
9. ما هو خمول الكتابة أو القراءة
بالنسبة لكِ؟ وكيف تحكمين عليه بأنه خامل؟
خمول الكتابة هو غياب الشغف والرغبة في الكتابة، أُدركه عندما أشعر أن كلماتي أصبحت بلا روح أو هدف، وأحاول معالجته بقراءة أعمال ملهمة.
10. هل أن الكتابة تندرج تحت مسمي
الموهبة أم الهواية أم خلاف ذلك؟
الكتابة في نظري موهبة، لكنها لا تزدهر إلا إذا تم تطويرها بالممارسة والقراءة المستمرة.
11. قربي أعمالك الأدبية الورقية والالكترونية أكثر إلى القارئ بشئ من الإيجاز
لدي مجموعة من الروايات والقصص القصيرة التي تتناول موضوعات مختلفة، أحرص دائمًا على أن تكون أعمالي مرآة تعكس الواقع بصدق.
من أهم الاعمال الإلكترونية /
متمردة أسرت قلبي، خيوط النار، حب فى معسكر الشرطة، منزل ال جبران، حكاية شاب، مرآة الاحلام.
٠12 إذا وجدت الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتك نقداً، وكيف كان تاثير هذا النقد عليكِ
إذا كان هدامًا، وما هى نصيحتك للنقاد؟
النقد جزء من مسيرة الكاتب، أرحب بالنقد البناء الذي يُطور من أدائي، أما النقد الهدام فأتعامل معه بثقة، لأنني أؤمن أن الآراء تختلف. نصيحتي للنقاد هي أن يكونوا موضوعيين وبنّائين.
13. هلاّ كتبت لنا مقتطفات من كتاباتك.
وما ذنب الحب، عندما يقع بين امرأة عنيدة ورجل ذو كبرياء؟ في تلك اللحظات، تتصارع القلوب مع العقول، وتشتعل المشاعر في صراع لا يرحم. هي تعبر عن شغفها بقوة، وتفرض رأيها وكأنها تحارب العالم من أجل ما تؤمن به، بينما هو يقف شامخًا، يتحدى عواطفه ويخفي ضعفه خلف جدار الكبرياء.
الحب في هذه الحالة يكون كالزهرة النادرة التي تنمو في أرض قاحلة، تحتاج إلى رعاية وحنان، لكنهما قد لا يعرفان كيف يقدمان لبعضهما الدعم. كل منهما يعتقد أن التنازل يعني الضعف، وأن الاعتراف بالحب قد يكسر صورتهم القوية.
لكن، أليس الحب هو القوة الحقيقية؟ أليس في القدرة على الاعتراف بالمشاعر والتواصل بصراحة يكمن جمال العلاقات؟ قد تكون العناد والكبرياء سلاحين يجرحان القلب، لكنهما أيضًا فرص لتعلم الدروس. قد يأتي اليوم الذي يدرك فيه كل منهما أن الحب يتطلب الشجاعة، وأن التنازل عن بعض الكبرياء قد يفتح أبوابًا لأعمق أنواع القرب.
14. ما هو منظوركِ للعلاقة بين الكاتب والقارئ وهل هي علاقة متبادلة ام الكاتب هو الطرف الذي يقدم؟
العلاقة بين الكاتب والقارئ متبادلة؛ فالكاتب يقدم فكره، والقارئ يعيد صياغته بفهمه الخاص. كلاهما يكمل الآخر.
15. ما هو العامل الأساسي الذي دفع الكاتب لاستمرار والتطوير من ذاتها، وما نصيحتكِ لكل المبتدئين؟
إيماني بأن كل حرف أكتبه قد يُغير حياة شخص ما، نصيحتي للمبتدئين هي أن يكتبوا بشغف وصدق، وألا يخافوا من النقد أو الفشل.
16. ما هو مفهومك عن الكتابة او الأدب بشكل عام؟ وهل من مقولة تاثرتِ بها؟
الأدب هو انعكاس للإنسانية. أكثر مقولة أثرت بي: “الكلمات تُبعث من القلب لتصل إلى القلب.”
17. وبالنهاية بما يود أن ينهي الكاتبة حواره معنا.
أُحب أن أختم بأن الكتابة ليست مجرد كلمات، بل هي رسالة وحياة تُهدى للآخرين، شكرًا لكل قارئ منحني ثقته، وأتطلع دائمًا لأن أكون عند حسن ظنكم.
ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة نورهان موسى فيما هو قادم لها إن شاء الله.
المزيد من الأخبار
شروق علي.. من القليوبية إلى أبرز منصات الإعلام.. قصة نجاح بنت العشرين
لقاء مع الكاتبة الروائية بسنت محمد عمر: رحلة شغف وحلم يتحقق
الكاتبة تغريد أحمد بحوار داخل مجلة إيفرست الأدبية