حين يخوننا الطريق وتُعيدنا الحياة إلى أنفسنا

Img 20241218 Wa0022

 

لـِ مـنَـارِ أحـمَـد.

 

قال محمود درويش:

” لقد استنزف الطريقُ الطويلُ مشاعري وتوقعاتي ..لا أشعر الآن بشيءٍ ولا أتوقعُ شيئًا.”

فالكثير منا قد خانهُ الطريق والحياة، طريق الحياة المرهق لحدّ الاستنزاف، خاصة عندما يثقل بالمفاجآت والخسائر، سواء من بشر أو من القدر، هناك من نثق بهم؛ فيخذلوننا، وهناك من نحلم معهم؛ فَتبدد الأحلام عند أول منعطف، لكن رغم ذلك يبقى الطريق جزءًا من وجودنا، بكل ما يحمله من دروس وعبَر، الخيانة والألم قد يكسران جزءًا من أرواحنا، ولكنهما يعلّماننا أن نعتمد على أنفسنا أكثر، وأن نميز بين من يستحق ومن لا يستحق.

ربما قال درويش الوصول لحالة “عدم الشعور” قد تكون ملاذًا موقتًا من التعب، لكنها ليست الوجهة النهائية، الشعور بالألم يعني أننا أحياء، والأحياء دائمًا لديهم فرصة لبداية جديدة ورحلة أكثر أمانًا؛ لعلنا في نهاية الطريق حين نلتفت خلفنا، ندرك أن كل لحظة حتى تلك التي ظنناها كسرًا، كانت تُعدنا لشيء أعظم، لوجهة لم نكن نراها وسط غبار الطريق، فما الطريق إلا انعكاسٌ لصبرنا، وما الحياة إلا اختبارٌ لصمودنا.

عن المؤلف