كتبت: زينب إبراهيم
يا ليت الفؤاد يلتقي بمحبوبه، فتهبا روحي لنقائها من شوائب الحياة التي تجعلها تتعثر في السبيل دون وجهة أو متقن؛ لكن عند رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم سأجني ذاتي الضائعة في بحور الشجن والأنين، فمنذ متى وأرجو زيارة بيت الله الحرام؟
يخيل لي دائمًا كلما رأيت ذاك المشهد البهيج كأنني حظيت بحلم العمر وتأهلت للذهاب إلى رؤية الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف، فكم يرقص قلبي فرحًا بذلك الوهم كأن ربي قد اختارني لتلك النعمة الكبير ما بالكم بحقيقة تعاش؛ أما عن ذلك الشعور كأن خفقات روحي ستتوقف وتسافر قبلي، لكن أشعر بالحزن لكوني لم أقدم إلى هذا المكان المقدس قبل الآن ولا أعلم متى يحين الموعد؟
لعله قريب وأروي عطشي من التتوق الذي يتدفق من بين عروقي، فقد ظمأ القلب من رؤية الحشود الذاهبة وتمنى أن يكون من ضمن الحجاج ملبيًا؛ لأن ذاك المكان الشريف الذي تصبو إليه النفس، حتى تستريح من تعب الزمان وأعسان الحياة المؤلمة إلى الآن؛ هي أمنية حياتي زيارة ولو لمرة واحدة يا الله، فلا أرجو سواها شعور السكينة والطمأنينة يلتف من حولي؛ حتى يكف حس الذعر عن الهطول بكثرة ويملأ أرجائي، فسجدة في رحاب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه كفيلة ببث السعادة في داخلي إلى أن يردع الألم بكل أنواعه وغشيان يراودني بعدها يقال ” قد صعدت الروح إلى بارئها” يا له من حنو لا يوصف؛ لأنه لا يضاهي حلاوته أو وصفه الكلمات أو الحروف، فمهما تحدثت لن أصل إلى المغذى الحقيقي ولن أستطع نعتها جيدًا أود آلاف السنين لذكرها ولن يكفي شرحها في كل سجدة أدعو أن يستجاب ابتهالي وعلى الرغم من كونها باهظة الثمن، لكني على يقين أن ربي لن يخيب ظني في الالتحاق بها؛ لأن الامنيات قد جفت بداخلي أمام تلك الدعوة، فهي المنى ولا غيرها زائل إن دعوت بغيرها لا أجد نفسي سعيدة أو متشوقة لها؛ لأنها الأولى والأخيرة من نوعها، ولكن دعوة النصر هي أيضًا تجول بخاطري أو تلك الدعوتان بغدق كأنهن النجاة وأنا في اللج أرجو السلامة؛ لأن الحياة بهما تطيب وتسعد، فإن إتيان الخير، البركة، الإبلال، الغفران، الجبر، استجابة الدعاء، الرزق، قضاء الحوائج في الأولى؛ أما الثانية هي حق كل إنسان أن يحيا في سلام وطمأنينة، فعيشة رغيدة دون حروب أو دماء لا أحد يجدر به رؤية أحلامه تتحول إلى سراب أمام عينيه؛ بسبب أناس لا يعرفون معنى المأمن ويعلمون فقط أخذ الآصرة بالطغيان والاحتلال، حتى ولو لم يبقى منهم أحدًا أو الدولة التي تم استعمارها؛ لذلك هي أمنيتي أن يعم السلام على الكون جله، وينتهي الظلم بكل أنواعه، ولا تتحول الحياة إلى جحيم مغلف بالخوف من المجهول الذي ينتظرهم مع إضمار لحين انتهاء المعترك.
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت