الجحيم في انتظارك

Hell

كتبت: زينب إبراهيم 

يظن الخائن حين هروبه أنه استطاع النجاة من يد الأبطال وثأرهم الذي يلتف بالنيران المصعرة في سبيل الفتك به؛ أما هو لا يعلم أن طريق الحق من يسير فيه لا يخشى الموت، فهم يقاتلون بجانب الحق ولإعلاء كلمة اللّٰه فوق الافك الذي يسممون به وسائل الإعلام الضالة التي تتبع الباطل ويروجون له؛ لكن متى كانوا الشجعان ينحدرون تحت بند ” الإرهابيين” ومن يسفك دماء المسلمين الذي يحل ما حرمه ربنا سبحانه وتعالى هو المحق؟

هبوا لي عقولكم التي تعي الحقيقة وتيقنها بنظرة واحدة، فأنا لا أصدق ما تنصته أذني؛ حتى أن عيني عميت عن الكلمات التي تنساق وراء الجهل وبيع الضمير، لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكنني تصديقه؛ هو أن البطل الذي ينصر دينه وقضيته مدافعًا عن تراب وطنه وأهله يقال عنه ” إرهابي” والذي انهال من السنين في سفك دماء شعبه وتلقينهم شتى أنواع العذاب بلا رحمة أو ذرة إيمان واحدة بأن ذلك جرم كبير سيعاقب عليه في الدارين وليس الآخرة فحسب؛ بينما لا يعلم أن جهنم لم تخلق من فراغ والسعير الذي ينتظره ليس عبثًا، بل أعدهم الله عز وجل لأجل الخائنين لعهده والذين يسيرون خلف الضلال المبين غير عابئين بوعيده لكل ظالم؛ لكن أولئك القتلة الذين أستحلوا كل قطرة من دماء الشهداء الأبرار في كل مكان يجهلون مصيرهم، حتى من يدافع عنهم ولو بكلمة واحدة كأنهم يشاركونهم الجرم عينه ولا يهابون النار التي ذكرت في القرآن الكريم؛ لكن إن الشهيد في الفردوس الأعلى ينعم بما وعده الله ووفى سبحانه وتعالى بعهده ومن أصدق من الله قولاً وفعلاً، أما أنت أيها الخوار الهارب، إلى أين تتجه؟ نحو النجاة أليس كذلك؟

هذا ظنك الواهي، لكن الشيء الحقيقي المرئي مثل الشمس؛ هو جحيمك السرمدي الذي أعد لك منذ ولادتك، فأنت من اتبعت أهوائك ببيع دينك ووطنك؛ من أجل أطماع ومقعد جلها أمور زائلة ولا يبقى منها شيء، فإن هرولت إلى آخر الكرة الأرضية لن تتمكن من الهروب من قضائك المحتوم.

عن المؤلف