في كل محنة منحة

(1)

كتبت: سارة عماد

في خضم الحياة، تمر علينا الأوقات العصيبة، وتظهر المحن كالأعاصير، تقتلع ما زرعناه من أحلام وأمنيات، لكن في زحمة التحديات، هناك دروس مخفية، وهدايا لا تُرى إلا بالمثابرة والإيمان. 

تلك المحن، التي قد تبدو كظلال تشحط الأضواء، تأتي لتكون في الواقع نقاط انطلاق جديدة، مسحوقة تحت وطأة الألم، نجد أنفسنا نعيد بناء ما تهدم، ونعيد ترتيب أفكارنا وأولوياتنا، وبالرغم من قسوة الظروف، نكتشف أننا نملك طاقة كامنة، أنارها الصمود والإصرار، ومن خلال تلك الصعوبات، تأتي المنح كالزهر في فصل الربيع، علاقتنا بالناس تصبح أعمق، إذ نكتشف من يُساندنا ومن يُخفف عنا آلامنا، أصدقاؤنا وعائلاتنا هم كالأشجار، يقفون معنا تحت الشمس رغم العواصف. 

في تواصلنا معهم، نعيد اكتشاف قيم الحب والوفاء؛ كما تخرج الزهور من شقوق الصخور، نُظهر نحن أيضًا كيف يمكن للإرادة أن تجعلنا أقوى، كل تجربة صعبة تحمل في طياتها فرصة للإبداع؛ لتغيير المسار، ولتوليد أفكار جديدة لم نخطُ إليها من قبل، قد نكتشف موهبة مدفونة أو شغفًا لم يُكتشف بعد، يقودنا لطريق لم نفكر فيه من قبل؛ ففي كل محنة منحة كشعاع من نور، تعلمنا الصبر، وتلقنا دروس الحياة، ولنجعل من الألم نبراسًا يقودنا إلى النور؛ لهذا لا تستسلم أمام الصعوبات، بل واجهها بقلب مفتوح؛ لأننا نعلم أن كل نهاية تعني بداية جديدة؛ ولنجعل من كل محنة جسرًا نحو الأفضل، ففي النهاية، ندرك أن الحياة ليست مجرد مجموعة من الأحداث، بل هي رحلة غنية بالدروس والعبر، مليئة بالأمل والإلهام؛ لذلك اعلم أن في كل محنة، هناك منحة في انتظار من يتعرف عليها.

عن المؤلف