الشيماء أحمد عبد اللاه
في زمن تتسارع فيه الحياة وتتغير وجوه الأيام بسرعة البرق، تظل الصداقة واحدة من تلك المعجزات الخفية التي تقاوم زحف الزمن وتصاريف القدر الصداقة ليست كلمة تتناقلها الألسن، بل هي قصة غير مكتوبة، ترويها الأرواح قبل الكلمات.
إنها رحلة تبدأ بلحظة لقاء عابرة، لكنها تمتد لتكون وطنًا صغيرًا يحتوينا حين يضيق بنا العالم.
الصديق الحقيقي ليس مجرد شخص تعرفه، بل هو مرآة ترى فيها نفسك بوضوح أكثر. هو الذي لا يكتفي بمشاركتك أفراحك، بل يخوض معك غمار حزنك وكأنه حزنه.
هو ذلك الإنسان الذي قد يسير معك في الظلام دون أن يسأل عن وجهة الطريق، لأن ثقته بك تغنيه عن كل خارطة أو دليل قد يكون الصديق صوتًا تسمعه في وقت الحاجة، أو صمتًا يفهمه قلبك حين يعجز العالم عن إدراكك.
الصداقة الحقيقية تكسر القوالب النمطية للعلاقات، فهي لا تقاس بالزمن أو المسافات، قد تعثر على صديقك في مكان لم تتوقعه، أو في لحظة كنت تعتقد فيها أنك وحدك تمامًا.
إنها أشبه بكتابة سطرٍ جديد في كتاب حياتك، سطر يعيد تعريف المفاهيم التي كنت تؤمن بها، في صداقة كهذه، لا وجود للحسابات أو التوقعات؛ هناك فقط عطاء متبادل وراحة لا مثيل لها.
لكن الصداقة ليست معجزة نادرة تحتاج فقط إلى الحظ للعثور عليها؛ إنها مسؤولية تحتاج إلى رعاية دائمة.
كما تنمو الأزهار بالماء والضوء، تنمو الصداقة بالاهتمام والمشاركة الصادقة لذا، إذا وجدت صديقًا حقيقيًا، فلا تدعه يضيع في زحام الحياة.
كن له كما يكون لك، وازرع فيه كما يزرع فيك، فالصداقة ليست مجرد علاقة عابرة، بل هي فصل خالد في كتاب إنسانيتنا.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام